أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين «ليست سوى بداية» لعملية استعادة العلاقات. واضاف في مؤتمر صحفي مشترك في هلسنكي أمس «من مصلحة كل منا مواصلة حوارنا واتفقنا على القيام بذلك.. انا متأكد من أننا سنلتقي مستقبلا في كثير من الأحيان، وآمل في التوصل الى حل المشاكل التي ناقشناها اليوم». ولم يوجه ترامب أي انتقادات لنظيره الروسي على خلفية احتمال حصول تدخل روسي في الانتخابات الامريكية مشددا على نفي فلاديمير بوتين «بشدة» اي تدخل. وقال «لدي ثقة كبيرة في الاستخبارات الامريكية لكنني اقول لكم ان الرئيس بوتين كان شديدا وقويا في نفيه اليوم وقدم عرضا لا يصدق». وأكد ترامب «هذا التحقيق كارثة لها عواقب سلبية على علاقات اول دولتين نوويتين في العالم». وذكرأيضا إنه شدد على أهمية الضغط على إيران وهي من حلفاء روسيا. وخلال المؤتمر الصحفي طلب الصحفيون من ترامب أن يوجه انتقادا واحدا لروسيا لكنه رفض مرارا وتكرارا. وسئل إن كان اللوم يلقى على عاتق روسيا في تدهور العلاقات فقال قبل أن يتحول بالنقاش إلى فوزه في الانتخابات: «أحمل البلدين المسؤولية. أعتقد أن الولاياتالمتحدة اتسمت بالحماقة. كنا جميعا حمقى». وأضاف «هزمت هيلاري كلينتون بسهولة وهزمناها تماما... فزنا في ذلك السباق ومن العار أن تكون هناك أي شبهة ولو بسيطة في ذلك». وعرض بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب السماح بمجيء محققين امريكيين الى روسيا لاستجواب 12 من عناصر الاستخبارات الروسية اتهمهم المحقق الخاص روبرت مولر الاسبوع الماضي بالتدخل في الانتخابات الامريكية. من جهته قال بوتين «اضطررت الى تكرار ما قلته مرارا: الحكومة الروسية لم تتدخل ابدا ولا تنوي التدخل في الشؤون الداخلية الامريكية بما في ذلك العملية الانتخابية». واضاف «هناك اتفاق بين الولاياتالمتحدةوروسيا يعود الى 1999 حول المساعدة في القضايا الاجرامية ولا يزال ساريا. في هذا الاطار النيابة الامريكية يمكنها رفع طلب لاستجواب هؤلاء الاشخاص المشتبه بهم». وأعلن بوتين أنه كان يريد بالفعل فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الامريكية «لأنه كان يتكلم عن تطبيع للعلاقات الروسية الامريكية». وشهد المؤتمر الصحفي لقطة طريفة، حين سأل أحد الصحفيين بوتين عما إذا كانت «الكرة في ملعب روسيا» بسوريا. ليقوم الرئيس الروسي بعدها بطلب كرة كأس العالم 2018 وتقديمها كهدية لترامب، الذي قال من جانبه إن الكرة ستكون لابنه، قبل أن يقوم برميها لزوجته، ميلانيا، التي كانت تحضر المؤتمر. «فوت ترامب فرصة ليحمل روسيا بوضوح مسؤولية تدخلها في انتخابات 2016 وتوجيه تحذير حازم. سترى روسيا في رد ترامب علامة ضعف». السناتور الجمهوري ليندسي غراهام «لم أكن اتصور أبدا ان يأتي يوم وأرى فيه رئيسنا الامريكي يقف الى جانب الرئيس الروسي، ويحمل الولاياتالمتحدة المسؤولية عن الاعتداء الروسي». جيف فلايك سناتور جمهوري «كانت لترامب فرصة لمواجهة بوتين. بعد اقل من 72 ساعة على توجيه العدل التهمة الى 12 مسؤولا روسيا بالتدخل في الانتخابات يحمل البلدين المسؤولية». زعيمة المعارضة الديموقراطية نانسي بيلوسي «أداء ترامب في هلسنكي ليس اقل من عمل خيانة. لم تكن تصريحات ترامب حمقاء فحسب، بل بدا ألعوبة بأيدي بوتين. اين أنتم ايها الوطنيون الجمهوريون». جون برنان المدير السابق ل «سي آي ايه» «ليس هناك تكافؤ أخلاقي بين الولاياتالمتحدةوروسيا. يجب أن تركز واشنطن على محاسبة روسيا ووضع نهاية لهجماتها الوضيعة على الديمقراطية».