قامت مجموعة من هواة المسابيح بمملكة البحرين بعمل ورشة عمل حول فنون «شك المسابيح وصناعة الكركوشة البحرينية» بمنزل الهاوي البحريني محمد محمود المهزع بالرفاع، وتطرقت الورشة إلى تعريف مجموعة الهواة على نوعية الخيوط المستخدمة في صناعة الكركوشة البحرينية، وكيفية حبكها وجزلها وترتيبها وتنسيق الألوان لكي تظهر عليها اللمسات الجمالية. وفي هذا السياق قال الخبير في صنع الكراكيش أنور الحواج: «إن صناعة الكركوشة تعد من أصعب المهن الحرفية اليدوية في الوقت الحالي، وذلك لأن هذه المهنة تتطلب الوقت الكثير والجهد المضاعف والعصف الذهني لاستخراج تحفة فنية تليق بالمسباح وبمن يحمله». وأضاف الحواج: «هناك الكثير من الأساليب في صناعة الكركوشة قديما وحديثا، وحسب ما جد من معلومات فإن الأساليب الحديثة في الغالب تدمج عناصر مختلفة مثل المعادن كالفضة وغيرها والخيوط العادية المتوفرة وفي متناول الأيدي، حيث نجد في نهاية أطراف الكركوشة بعض الحُلي المصنوعة من الفضة وغيرها من المعادن لكن بطرق فنية مختلفة من مكان لآخر»، موضحا أن الذين حضروا هذه الورشة قد استفادوا كثيرا من التطبيق العملي، ومن خلال الورشة تطرق المشاركون بالذكر للكثير من المعلومات التي تتعلق بالمسابيح وتاريخها وأهميتها كتراث عربي وخليجي أصيل. وعلى ذات المنوال أشار الهاوي ابراهيم ماجد الشروقي إلى «أن الطرق التقليدية التي كانت تصنع بها المسابيح التراثية القديمة قد انتهت بسبب ظهور الآليات الحديثة في التصنيع، وفي نفس الوقت فإن الصناع المهرة والمحترفين في صناعة المسابيح قد قل عددهم كثيرا، ليس على مستوى دول الخليج بل على مستوى الوطن العربي». وأضاف إن: «مثل هذه اللقاءات بين هواة المسابيح تزيد من العلاقات بين الشباب البحريني وتجعلهم يلتقون من فترة لأخرى للتباحث في ما يهم هذه الهواية التي أصبحت تجد اهتماما كبيرا سواء في البحرين أو دول الخليج أو في الكثير من بلاد العالم، خاصة أن هواة المسابيح لا ينحصرون في المسلمين وأن هناك الكثير من غير المسلمين يتعلقون بحمل المسابيح في مناسباتهم المختلفة ويزينون بها بيوتهم». ولفت إلى «أن بعض الناس يعتبر المسبحة رمزا للمكانة الاجتماعية أو جزءا مكملا للمظهر، بالإضافة لاستخدامها ديكورا داخل المنزل، أو اتخاذ جمع النادر منها هواية، لذلك فإن المسبحة أصبحت جزءا من تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية خاصة في دول الخليج العربي». وفي نهاية الورشة عبر المشاركون فيها عن سعادتهم بالمشاركة وتعلم فنون صناعة الكركوشة البحرينية، وانهم استفادوا كثيرا من الورشة. الجدير بالذكر أن هواة المسابيح لدول مجلس التعاون الخليجي كانوا قد التقوا مؤخرا في المنامة بعميد هواة المسابيح السيد شملان المسلم بو سيف من دولة الكويت، وكان ذلك التجمع الاول من نوعه الذي يقام في مملكة البحرين لهواة المسابيح لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث قام الهواة في البحرين بإهداء عميدهم هدية تذكارية هي عبارة عن صورته منقوشة باسمه، بالإضافة إلى رسم تشكيلي لمسباح العميد منقوش بأسماء هواة المسابيح في البحرين.