في الماضي، كان الفرد إذا أراد أن يشتري منتجا أو يستفيد من خدمة، فإن أول ما يُفكِّر فيه هو معرفة المكان الذي يُباع فيه ذلك المنتج أو الموقع، الذي تُقدَّم فيه تلك الخدمة، وبعد عدة أسئلة واتصالات، تجده يقوم بالتوجُّه إلى أحد الأسواق أو الأماكن التجارية لشراء ذلك المنتج، وفي المقابل، فإن أول ما يُفكِّر فيه التاجر أو صاحب المشروع هو البحث عن موقع لاستئجاره ليكون محلا أو مكتبا يُقدِّم الخدمة من خلاله، أما اليوم فقد تغيَّر كل هذا، فأصبحت الأسواق معظمها بين يديك في تطبيقات على الهاتف الجوال، بحيث يمكنك شراء معظم أنواع المنتجات، وذلك من خلال التسوق الإلكتروني. التجارة الإلكترونية هي نشاط اقتصادي يتم بشكلٍ كلي أو جزئي من خلال تقنية الاتصال عن بُعد، وذلك باستخدام وسيط إلكتروني لتوفير سلعة أو خدمة، فأصبح لدينا محلات إلكترونية وهي عبارة عن منصات إلكترونية يمكن للتاجر من خلالها عرض سلعة وتقديم خدماته أو بيعها، وقد أصبحت التجارة الإلكترونية اليوم جزءا رئيسيا من التجارة العالمية، ونمت مؤخرا نموا كبيرا، مما قد يجعلها تسيطر مستقبلا على الأسواق التجارية، فحجم التجارة الإلكترونية في السعودية في تزايد مستمر، وقد وصل العام الماضي إلى 8 مليارات دولار، ويبلغ متوسط إنفاق المتسوق السعودي التقليدي عبر الإنترنت حوالي ألف دولار. في جلسة مجلس الوزراء لهذا الأسبوع، وافق المجلس على تشكيل مجلس التجارة الإلكترونية، وذلك ليُسهم في عملية نمو وتعزيز منظومة أعمال التجارة الإلكترونية، والتي تُعد من أهم الأهداف الاستراتيجية لبرنامج التحوُّل الوطني 2020 الداعمة لتحقيق رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال إيجاد بيئة محفِّزة وجاذبة للمستثمرين ، إذ أن هذا المجلس سيُساهم بشكلٍ كبير في تعزيز الثقة في الجانب التنظيمي والتشريعي لهذا القطاع، وسيُوجد جِهَة نظامية تُشرف على توفير الدعم والتشريع والرقابة، والتحفيز لهذا النشاط الهام. يوم بعد يوم تزيد قناعة التجار بالتجارة الإلكترونية، ليس هذا فقط، بل وحتى بتسويق منتجاتهم إلكترونيا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية، وذلك بدلاً من الوسائل التقليدية، ويفيد المختصون بأن معدل الزيادة السنوية للتجارة الإلكترونية لا يقل عن 10%، كما يفيد البعض بأن هذه التجارة تساهم في تقليل التكلفة، سواء على التاجر أو المستهلك، مما ساهم في تأسيس آلاف الشركات المتخصصة في التسويق عبر الإنترنت، كما ساعد في زيادة الحصص السوقية لبعض الشركات بنسب تتراوح من 3%- 22% نتيجة الانتشار العالمي. التجارة الإلكترونية تأتي اليوم لتكون الحل والخيار المتاح لكثير من التجار وأصحاب المشروعات الصغيرة، لتوفير التكلفة والمصروفات، والاعتماد على التقنية والبرامج الإلكترونية، لتوفير المنتج والخدمة بتكلفةٍ أقل، وفي وقتٍ أقصر، وبجودة أفضل.