أثبت لاعبو ريال مدريد أن هيمنتهم الكاسحة على البطولة الأوربية للأندية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لم تأت من فراغ، بعد أن نقلوا تألقهم إلى الصعيد الدولي، وحازوا نجومية الدور الأول من كأس العالم 2018. وضمت قوائم المنتخبات المشاركة بالمونديال الروسي، 15 لاعبًا من ريال مدريد، كثاني أكثر الأندية تمثيلًا في البطولة، بفارق لاعب واحد فقط عن مانشستر سيتي الإنجليزي صاحب الصدارة.. وبرهن الدور الأول من المونديال، على أحقية العملاق الملكي الإسباني في انتشار لاعبيه بقوائم منتخبات بلدانهم. وتفصّل المدينة إسهامات أبرز 7 لاعبين من نجوم ريال مدريد، خلال الدور الأول لكأس العالم 2018: كريستيانو رونالدو بلا شك كان رونالدو كما هي عاداته، أحد أبرز نجوم البطولة، وتخلص من النحس التهديفي الذي يلاحقه في كؤوس العالم، بعد أن سجل 4 أهداف ل»برازيل أوربا»، 3 منها في مرمى الإسبان، وواحد في المغرب، وتلك الأهداف الأربعة جلبت 4 نقاط للمنتخب الأوربي وعبّدت له طريق دور ال16. وأظهر أفضل لاعب في العالم 5 مرات، إلى أي مدى تكامله كهداف لا يشق له غبار، من خلال تنوعه في إحراز الأهداف، فقد سجّل من ركلة جزاء، وتسديدة من خارج ال18، ومن ركلة حرة مباشرة أمام إسبانيا، وأخيرًا بضربة رأس في المغرب. وكافأت اللجنة المنظمة للمونديال، رونالدو على تألقه، بمنحه جائزة «رجل المباراة» مرتين، الأولى أمام إسبانيا، والثانية ضد المغرب. لوكا مودريتش الموسيقار المايسترو الفنان موزارت، كل الألقاب والأوصاف لا تكفي مودريتش، قائد المنتخب الكرواتي، بعد أدائه الساحر في وسط كتيبة المدرب زلاتكو داليتش، والتي نالت العلامة الكاملة بثلاثة انتصارات في 3 مباريات بالدور الأول. مودريتش كان ضابط الإيقاع بحق في وسط الملعب، برؤيته الواسعة وتمريراته الحريرية، فضلًا عن تسديداته الماكرة التي لدغ بها الأرجنتين بهدف في ثلاثية الكروات الصادمة لنجوم التانجو. وليس غريبًا أن يحصل مودريتش الذي سجل هدفًا آخر في مرمى نيجيريا من ركلة جزاء، على جائزة «رجل المباراة» في أول مباراتين لكرواتيا بالمونديال أمام نيجيرياوالأرجنتين، فهو اعتاد على انتزاع النجومية مع ريال مدريد طيلة السنوات الماضية. رفائيل فاران مدافع المنتخب الفرنسي المتألق فاران، كوّن ثنائيًا صلدًا في خط ظهر «الديوك»، إلى جانب صامويل أومتيتي نجم برشلونة، وتمكَّن من حماية مرمى منتخب بلاده، من جميع الفرص، باستثناء كرة وحيدة مرت إلى الشباك، كانت من ركلة جزاء أسترالية. الثقة والبراعة والهدوء الذي لعب به فاران، ليس هناك ما يعبر عنه أكثر من أن ديديه ديشان المدير الفني لمنتخب فرنسا، منح اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا، شارة قيادة الفريق في المباراة الأخيرة ضد الدنمارك، والتي انتهت بالتعادل السلبي. كيلور نافاس كلما زاد الضغط على الحارس الكوستاريكي المخضرم كيلور نافاس، يظهر معدنه الأصيل، وينفض الغبار عن مستودع موهبته الفطرية، لتلمع ببريق لطالما حاز إعجاب خصومه قبل زملائه. ورغم أن نافاس استقبل 5 أهداف خلال المباريات الثلاث لكوستاريكا في المونديال، وودَّع الدور الأول مع رفاقه بنقطة واحدة، إلا أنه كان سدًا منيعًا خلف خط دفاعه المتواضع، وواجه بجسارة هجوم المنافسين، وتصدى للعديد من الفرص المحققة، لا سيما أمام البرازيل التي حال دون وصول نجومها لشباكه، حتى الدقيقة 91 عندما كسر كوتينيو صموده. توني كروس لا يوجد الكثير من الكلمات حول مشاركة المنتخب الألماني الضعيفة في المونديال الروسي، سوى بعض الاطراء المستحق لتوني كروس نجم وسط الماكينات وريال مدريد. كروس كان محور خطة مدربه يواخيم لوف، وعليه اعتمد في بناء اللعب، سواء من المناطق المتأخرة باستخدام تمريراته المتقنة، أو في الطرف الأيسر عندما كان يقدّم غطاء للظهير الأيسر هيكتور، والجناح المتقدم أمامه سواء جوليان دراكسلر أو ماركو رويس، وأحيانًا تيمو فيرنر، حين كان يلعب على الطرف عند دخول ماريو جوميز كرأس حربة. وفضلًا عن ذلك، كان كروس بطل اللقطة الأبرز للألمان في مونديال روسيا، عندما سجّل هدفًا قاتلًا بطريقة مدهشة في مرمى السويد بالدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، وهو أكثر هدف متأخر تسجله ألمانيا عبر تاريخها في كؤوس العالم. أشرف حكيمي النجم المغربي البالغ من العمر 19 عامًا فقط، اعتمد عليه مدربه هيرفيه رينار في المباريات الثلاث بالدور الأول، حيث أشركه كمدافع أمام إيران، وكظهير أيسر ضد البرتغال وإسبانيا، رغم أنه يلعب كظهير أيمن في الأساس، وهو ما يوضح مدى الثقة في قدرات اللاعب الشاب. إيسكو المبدع لاعب وسط ريال مدريد فرانشيسكو رومان ألاركون سواريز، المعروف ب»إيسكو»، كان رمانة أداء المنتخب الإسباني، وقدم أداءً أمتع متابعي الماتادور في المونديال، وظهر متمتعًا بثقة عالية وسط زملائه، ربما لا يحصل عليها في قلعة الريال. وسجل إيسكو هدفًا لإسبانيا في الدور الأول، هزّ به شباك المنتخب المغربي، ليعيد بطل العالم 2010 إلى أجواء ذلك اللقاء سريعًا بعد هدف خالد بوطيب، واستحق الحصول على نجومية تلك المباراة من قبل اللجنة المنظمة.