أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) وذلك في الرياض، بحضور كبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية الإنسانية. وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة في كلمة «أنه مما لا يختلف عليه كل منصف أن المملكة دأبت عبر تاريخها الممتد بالمبادرة بمد جسور الخير والدعم والأعمال الإنسانية النبيلة للدول الشقيقة والقريبة في محيطها، وكذلك الدول الصديقة. وأوضح أن مركز الملك سلمان للإغاثة قام بدور كبير لمساعدة الأشقاء في اليمن، تمثّل في تقديم 262 مشروعًا إنسانيًّا وإغاثيًّا، تعدّت كلفتها الإجمالية مليار و600 مليون دولار توزعت على مشاريع الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والتعليم وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة والضرورية. وأعلن الربيعة أنه وامتدادًا لهذا التاريخ المُضيء للمملكة، نتقدم اليوم بمبادرة إنسانية مهمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تتمثل في «المشروع السعودي لنزع الألغام» (مسام)، والذي تنفذه كوادر سعودية وخبرات عالمية، لإزالة الألغام بمختلف أشكالها وصورها، التي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية وخصوصًا محافظاتمأرب، وعدن، وصنعاء، وتعز، ويهدف المشروع أيضًا إلى مساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام، وتمكينه لتحمل المسؤولية على المدى الطويل. قال الربيعة: • المشروع، سيعمل بشراكة على أرض الميدان مع البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام. • العمل الإنساني يمثل أولوية قصوى للمملكة في كل المناطق التي تم تحريرها. • تم إطلاق جسر بري سعودي لإيصال المساعدات للمحتاجين في محافظة الحديدة. • سينطلق جسر جوي من الرياض، للحديدة، وتسيير عدد من السفن من جازان. وأوضح الربيعة أن تكلفة المشروع السعودي لنزع الألغام «مسام» 40 مليون دولار، وسيكون المشروع لمدة عام على خمس مراحل تبدأ بالتجهيز والتدريب وإعداد الفرق الميدانية لنزع الألغام، ثم الانتشار في الميدان، ونقل الخبرة للكوادر اليمنية، مضيفًا أن الهدف من المشروع الديمومة وأن يخلف ورائه خبرات يمنية للمساعدة والتمكين في الاستمرار في نزع الألغام لتصيح اليمن أرضًا بلا ألغام. وتابع أن القوى الانقلابية في اليمن تقوم بتدمير البنية التحتية بالإضافة إلى صناعة الألغام وزراعتها بطريقة عشوائية غير مسبوقة في أماكن تستهدف المدنيين العُزل، مما تتسبب في إصابات مستديمة وخسائر بشرية عديدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن، وغير ذلك من أعمال مهدّدة للأمن والحياة. وقال تم حتى الآن: • حصر 600 ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية. • منذ ديسمبر 2014 م وحتى ديسمبر 2016، تم تسجيل 1539 قتيلا ومصابًا. • تسجيل 615 قتيلا منهم 101 من الأطفال و924 مصابًا في محافظة تعز وحدها. • تركيب 305 أطراف صناعية لأكثر من 195 ضحية تعرضت لبتر بأحد الأطراف. الحوثيون نهبوا موارد الدولة من جانبه قال وزير الخارجية اليمني خالد حسين اليماني «لقد تسبب الانقلابيون الحوثيون من خلال الحرب التي أشعلوها ونتيجة نهبهم لموارد الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها بكارثة إنسانية وهم يسعون من وراء تردي الوضع الإنساني لتحقيق مآرب سياسية بهدف تثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع، موضحًا أنه لتحقيق ذلك أمعن الانقلابيون بالتنكيل بالشعب اليمني لإيجاد معاناة حقيقية وكارثة إنسانية. ألغام متنوعة طورها إيرانيون وتابع أن المليشيات الانقلابية ابتكرت ألغامًا متفجرة فردية ومموهة وارتجالية متنوعة الأغراض والأهداف بما فيها العبوات المتفجرة الارتجالية بواسطة أجهزة الراديو بعضها قادمة بشكل مباشر من إيران كما ورد في تقرير فريق خبراء مجلس الأمن للعام 2017 م، والبعض الآخر تم تطويرها في اليمن عن طريق خبراء إيرانيين، حيث تأخذ أشكالا وألوانًا وأحجامًا مختلفة مطابقة لطبيعة الأرض والمكان الذي تزرع فيه مما يؤدي إلى صعوبة اكتشافها وتميزها عن محيطها، ومنها ما هو على شكل صخور مختلفة الأحجام والأشكال. الألغام التي سرقت حياة الكثير وقال الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية الدكتور فلاديمير كوفشينهوف في كلمته إننا نجتمع من أجل قضية مهمة وهي مخاطر الألغام وعلى وجه الخصوص الألغام التي سرقت حياة الكثير في اليمن وغيرها من الدول بما فيها ليبيا وسوريا والعراق.