أكد عدد من الدعاة أن قيادة المراة للسيارة أمر لا يتنافى مع الشريعة ويدخل في الأمور المباحة التي لم يرد فيها نص بتحريمها بل في بعض الحالات يكون أمرًا من الضروريات، مؤكدين أن الأمر لم يكن قرارًا عارضًا بل جاء عن دراسة وتأنٍ من عدة جهات وأحاله خادم الحرمين لأعلى سلطة شرعية في البلد وهي هيئة كبار العلماء التي أصدرت بيانها التفصيلي بجوازه.. قال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ: إن الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد نص شرعي بالتحريم، وقيادة المرأة للسيارة هي من الأمور المُباحة حيث لم يرد فيها نص بالتحريم أو الكراهة. وأضاف: وأرى أن هذا الأمر لبعض النساء من الضرورات، مبيِّنًا أن المرأة ستختار ما يُحقق مصلحتها، ويلبي احتياجها من غير إكراهٍ ولا إلزام، مشيرًا إلى أن الأمر السامي بالسماح للمرأة بقيادة المركبة يساعد على الاستغناء عن السائق الأجنبي وما فيه من محاذير وسلبيات. وأضاف: إن هذا القرار أثلج صدور الكثير من أبناء هذا الوطن، وكان في محله وفي الوقت المناسب، لا سيما أن الحاجة تدعو إلى ذلك، وإعطاء المرأة حقها في قيادة السيارة الذي يغنيها عن السائق غير المحرم لها، مؤكدًا أن هذا القرار التاريخي كان وليد دراسات وتمعُن ولم يكن وليد قضية عارضة. وزاد: إذا اضطرت المرأة أن تركب مع قائد سيارة أجنبي وحدها وقد يؤذيها، وأيضًا قد يصل الضرر إلى أطفالها الصغار معها، فكيف تُمنع من قيادة السيارة وحدها، متسائلًا: كيف تمنع من قيادة السيارة ويسمح بأن تركب مع أجنبي معها قد يحصل منه أذىً لها؟ وقال: نحنُ نرى الآن المرأة في الشوارع تركب مع سيارات الأجرة ولا نعرف هويته ومن هو، أو سيارتها الخاصة التي يقودها رجل أجنبي عنها، حيث تركب معهم، فكيف يُسمح لها كل يوم تركب مع أجنبي ولا يُسمح لها أن تقود السيارة بنفسها، لا سيما وأننا ولله الحمد نعيش في أمنٍ واستقرار ورخاء. من جهته أكد نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد د.توفيق السديري، أن مَن تابع تصريح سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن قيادة المرأة السعودية للسيارة في المؤتمر الصحفي التاريخي الذي أعلن خلاله عن رؤية المملكة 2030؛ يدرك جيدًا مكانة المرأة السعودية لدى حكومتها وأسرتها ومجتمعها؛ حيث أثبتت المرأة السعودية نجاحها وكفاءتها العالية في مختلف المجالات، وأن بإمكانها تقلّد أعلى المناصب؛ بل أثبتت تفوقها على نظيراتها من مختلف دول العالم. وتابع: التحديث والتطوير والتغيير الذي نعيشه اليوم في بلادنا المباركة؛ يسير في ضوء المنهج الشرعي للتحديث والتطوير؛ وهو ما سرنا عليه في هذه البلاد منذ تأسيسها وأننا دائمًا نجد العقلاء من العلماء والمفكرين والمثقفين وأهل الرأي ينظرون إلى الأمور نظرة واسعة فاحصة بعيدة عن الهوى والتقليد والتحزب، ويكونون هم السند للقيادة في دفع مسيرة التنمية والبناء. درء المفاسد وجلب المصالح وقال الدكتور عبدالله بن محمد الصامل وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتخطيط والتطوير والجودة: جاء الأمر السامي الكريم من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والذي تضمن السماح بقيادة المرأة للمركبة والذي انطلق من منطلقات شرعية ظاهرة وذلك بالنظر إلى مقاصد الشريعة الغرّاء في درء المفاسد وجلب المصالح، واحتمال أخف المفسدتين لدفع أعظهما بارتكاب أدنى الضررين، ومع الأمر بالسماح للمرأة بقيادة المركبة فإن ولي الأمر نص في الأمر السامي الكريم على تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقييد بها، وولي الأمر مسؤول مسؤولية عظيمة أمام الله تعالى في النظر في تحقيق المصالح ودرء المفاسد وحماية الرعية والمجتمع من الأخطار والشرور. وأضاف: لذا أحال خادم الحرمين هذه المسألة إلى أعلى سلطة شرعية في البلد وهي هيئة كبار العلماء والتي أيدت بالأغلبية قيادة المرأة للمركبة، وجاء في الأمر السامي: نشير إلى ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأن مرئيات من تحفظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة التي لا تصل ليقين ولا غلبة ظن، وأنهم لا يرون مانعًا من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع ولو كانت في نطاق الاحتمال المشكوك فيه. تيسير لقضاء حوائجها وأكد إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة الشيخ صالح بن عوّاد المغامسي، أن اليوم سيكون يومًا مختلفًا لأخواتنا، وهو اليوم الذي طالما انتظرناه حتى تحقق وفق رؤية كتب معالمها وصاغ أحرفها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وقال:على المجتمع إدراك أن المرأة إنما تؤدي بسياقتها للسيارة أمرًا كفله الشرع لها، وتعهدت الدولة بتيسير ذلك وتذليل ما تخشاه من مصاعب، وردع من يظن بها سوءًا فيتجرأ عليها سفهًا وجهلًا. ووجه المغامسي رسالة للنساء قائلًا: عليها أن تعلم أن الإذن لها بقيادة السيارة إنما هو تيسير لها لقضاء حوائجها ونيل مقاصدها، فعليها أن تبقى على جلبات الحياء، وتتحلى بالحشمة، وتكون واثقة من نفسها، متوكلة على ربها، ساعية في نفع نفسها وأسرتها ووطنها.