أطلق الجيش الوطني والقوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن أمس عملية واسعة لتحرير الحديدة والسيطرة عليها، بعدما حصلت على الضوء الاخضر من التحالف العسكري بقيادة السعودية، وسط تحذيرات دولية من احتمال تفاقم الازمة الانسانية في اليمن جراء العملية. وقال قائد ميداني في القوات الحكومية في تصريح«حصلنا على الضوء الاخضر ونتقدم نحو مطار مدينة الحديدة». وكشف القيادي في جبهة الساحل الغربي ابوزرعة المحرمي ان تعزيزات عسكرية وصلت الى الجبهة مكونة من ثلاثة ألوية عسكرية تتبع ألوية العمالقة وذلك لاستكمال تحرير الحديدة. وقال في تصريحات خاصة ل»المدينة»: إن هذه القوات كان قد تم تدريبها بشكل جيد وبدعم من التحالف. وأشار الى ان القوات الأخرى ستتولى مهمة تأمين المناطق التي تم تحريرها، مؤكدا أن القوات على مشارف الحديدة وما يفصلها سوى 16 كيلومتر. وفي سياق متصل أكد قادة ميدانيون آخرونأن القوات باتت على بعد أربعة كيلومترات من مطار المدينة. الأهمية الإستراتيجية لتحرير الحديدة يعد ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيس للمساعدات الموجهة الى ملايين السكان في المناطق الواقعة تحت سلطة المتمردين الحوثيين. ويرى مراقبون ان عملية تحرير الحديدة تحقق عدة اهداف استراتيجية يأتي في مقدتها إعادة الشرعية إلى كامل التراب الوطني. إتاوات لتمويل العدوان على المملكة استغلت مليشيا الحوثيين المدعومة من ايران، سيطرتها على ميناء الحديدة لفرض الضرائب غير الشرعية، والإتاوات على السفن والشحنات التجارية، لتمويل عدوانهم على المملكة والشعب اليمني، كما تستغل مليشيا الحوثيين سيطرتها على الميناء لتهريب الأسلحة بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي أطلقت مليشيات الحوثيين أكثر من 149 منها باتجاه المملكة. تعطيل حياة اليمنيين عطلت مليشيا الحوثي المدعومة من ايران وصول المساعدات الإنسانية، وشملت هذه الممارسات اعداد كبيرة من السفن المحملة بالوقود التي لم تسمح لها المليشيات الحوثية بالدخول لميناء الحديدة، ما أدى الى ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ومن ثم التأثير على سير اعمال محطات كهرباء المستشفيات وعلى حياة الشعب اليمني بشكل عام. تسليم إدارة ميناء الحديدة للأمم المتحدة إن السبيل الأمثل لتفادي تفاقم الأزمة الإنسانية في الحديدة هو ان تقوم مليشيا الحوثي التابعة لإيران بتسليم إدارة ميناء الحديدة للأمم المتحدة وقد رفض الحوثيون مقترح المبعوث الاممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد عام 2017، كما أنهم لم يستجيبوا لطلب المبعوث الاممي الحالي مارتن غريفيث بتسليم الميناء للأمم المتحدة أو لإدارة طرف محايد. متطلبات إنهاء الأزمة إن السبيل الوحيد لإنهاء الازمة في اليمن هو انسحاب الحوثيين من كافة المدن اليمنية، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 وقبولهم بالتفاوض كحزب سياسي يمني، وليس كمليشيات تابعة لإيران. تحرير الميناء يعني تدفق الاغاثة: ستؤدي استعادة ميناء الحديدة ودعم استمرار عملياته بشكل فعال من الهيئة العامة للموانئ السعودية والاماراتية والهيئة العامة للنقل اليمني إلى تدفق المزيد من الشحنات الاغاثية والغذائية والتجارية، وستجري عمليات التفتيش الضرورية في الحديدة الأمر الذي سينعكس ايجابا على رغبة رجال الاعمال والشركات اليمنية للتوريد من خلال ميناء الحديدة. تهديد الممرات البحرية ان سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من ايران على ميناء الحديدة تشكل تهديدا متزايداً لأمن الممرات البحرية الحيوية للتجارة والامن الدوليين، وقد تجسد هذا التهديد بالهجوم على السفينة السعودية بقيق، والهجوم على السفينة التركية انجي انبولو.