كُنا.. وإلى وقت قريب نحتل كرسي -وربما الأكثر واقعية أن أقول «سرير»- الريادة في الكسل و»السلتحة» والاعتماد على الغير في قضاء كثير من أمورنا الحياتية. لكن هذا كله بدأ يتغير في السنوات القليلة الماضية التي ظللنا نعتمد فيها على الوافد في كل أمورنا الحياتية حتى ضاع السعودي الكادح وسط كم الاسترخاء الذي تعوَّد عليه معظم السعوديين، فلم يعد صاحب العمل يأخذ السعوديين الطالبين للعمل مأخذ الجدية بعد تجارب غير مشجعة واجهوها مع العمالة السعودية التي أوكلوا إليها بعض الوظائف. *** كرسي أو «سرير» الريادة في الكسل والاسترخاء الذي بدأنا نتخلي عنه بشكل تدريجي كان ينافسنا عليه بشدة الشعب الإيطالي حيث يعتبر الإيطاليون أساتدة في عدم فعل أي شىء. هذه الأستاذية تنبع من فلسفة ايطالية عميقة تقول بأن «جمال عدم فعل شىء هو هدف كل عمل»، فالقيام بلا شئ هو الإنجاز النهائي الذي يستحق التهنئة. وكلما تفنّنت وابتهجت في عدم فعل شىء، كلما كانت إنجازات حياتك أكثر سمواً !! *** وهناك طرفة تُقرب صورة الكسل - يغار منها الإيطاليون - تروي أن أحد أصحاب البلايين الأمريكيين المتقاعدين حط بيخته الفاخر أحد الشواطئ المكسيكية للاسترخاء فوجد شاباً ينام على الرمال فسأله: ماذا تفعل هنا .. أليس لك عمل تؤديه؟ . أجاب الشاب: لا ..! . فرد البليونير الأمريكي: يا بني لقد عملت ستين عاماً كي أحظى بفرصة التقاعد وأقضي وقتاً جميلاً وأستلقي على رمال شاطئ مثل هذا! . فأجابه الشاب: ولماذا علي أن أنتظر ستين عاماً أعمل فيها حتى أستمتع أخيراً .. أنا أستمتع برمال الشاطئ الآن؟! #نافذة: «إن فن صنع شىء من لا شىء هو الفن الحقيقي». حكمة إيطالية