المتأمل في قول الله تعالى في الحديث القدسي (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) يعلم يقيناً أن الأقلام قد رفعت والأوراق قد جُفت وأن دعوة المظلوم لن تغادر صرح العرش إلا وقد قضيت، فمنها ما الله يمهله ومنها ما الله معجله والتاريخ عبرة للبشرية جمعاء ولكل ظالم أن يعلم عاقبة أمره ولكل مظلوم أن يعلم أن حقه محفوظ ورزقه مكتوب في اللوح المحفوظ وكان أمراً مقضيًا. في كل نفس بشرية نزوات شيطانية يكبح جماحها المؤمن والعقلاء من البشر ويبدلونها بالطيب من القول والعمل إلا أن بعض المحسوبين من فئة البشر وعلى اختلاف طبائعهم ومبادئهم وحتى وظائفهم وغاياتهم ومعتقداتهم وإن تظاهروا بالصلاح أو تمسكوا بالنظام والتعليمات فكل ذلك لا يخفى على من لا يخفى عليه ما تخفي الصدور وما تحت القبور وخائنة العيون. حرّم الله الظلم على نفسه وما قامت السموات والأرض والجنة والنار والليل والأقمار والصبح والضياء إلا بالعدل والحق والميزان ثم يأتي من يأتي من بني البشر وهو الذي بوخزة الإبرة يئن كأنين الطفل وعلى ضعفه وصغارة حجمه من بين جميع هذه المخلوقات والكائنات ويظلم نفسه بظلمه لغيره تحت أي سبب من الأسباب الإنسانية سواءً بقصد أم بدون قصد كما حلّ بصاحب الجنة حينما تسبب بمجرد كلمة خرق بها قلب صاحبه أن يدعو عليه بكلمة خرقت أبواب السماء فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها.. بل بلغ من بعض أمثال هؤلاء الجهلة المتعنتين بالنظام والتعليمات نسأل الله العافية أن يقول لصاحب الحاجة قم آخر الليل وتوضأ واتجه للقبلة وارفع يديك وادعُ علي!! معتقداً أن الله لن يستجيب له!! فالله المستعان!. نرى كيف يباد الناس جماعات وفرادى في كل مكان حول العالم بكل وحشية وقسوة بعد أن انتزعت قلوبهم من الرحمة وما صورة امرأة أصحاب الأخدود وابنها إلا مثال لهذه الجرائم التي تُرتكب حتى اليوم في سوريا وكأنها صورة طبق الأصل لأصحاب الأخدود عندما تنتشل الأم من تحت الأنقاض أو الطفل من تحت الركام أو يُسحب من حضن أمه كما في كيماوي العراق على الأكراد أو كما يفعله البوذيون في المستضعفين بالأرض وبكل أسف كل ذلك يحصل أمام العالم وأمام الأممالمتحدة التي لم تتصدَّ لكل هذه الانتهاكات البشرية بحق البشرية، نعم الألم كبير ولكن الأمل بالله أكبر، إن خذلك الناس فلن يخذلك الله.