استهلك مبروك المحيميد بائع الحبحب أيامه بحثا عما أسماه ب» طوق النجاة « وجاب المناطق على اختلافها من أجل توفير حياة كريمة لأسرته وأطفاله العشرة. لم يكترث بالعُمر والعجز بل طرق كل الأبواب من أجل عمل شريف يقتات منه ويواصل به مشوار الحياة حتى استقر به المقام على بسطة حبحب بحي الجامعة. اقتربنا منه لنسأله عن « الطوق « الذي ينشده من الدنيا ويتمناه في « ليلة القدر فإذا به يختزلها في «وظيفة» ذات دخل مادي ثابت تؤمن الحياة لصغاره بعد مماته. قصة المحيميد التي رواها ل»المدينة « قائلا: تركت قريتي في فرسان بجنوب المملكة التي كنت أعيش فيها مع عائلتي لأعمل بتربية وتجارة الأغنام مع ولدي ولكن للأسف تناقص مصدر رزقي ووأصبحت تجارة الأغنام ذات دخل ضعيف لحظتها قررت تحويل «نشاطي» إلى الصيد وتجارة الأسماك في جزر فرسان ولكن العمالة «الوافدة» صارت تسيطر على المكان وبت أنا عاجز عن الصمود في وجهها. فضاق الحال بي.. لم أعد أعلم ماذا أفعل حتى قررت أن أذهب لجدة مع عائلتي. استأجرت مسكنا في حي الجامعة وبدأت رحلة البحث عن «وظيفة».. 4 أشهر لم أترك مكانا إلا وطرقت «بوابته» ولكن لم يستجب لي أحد ولم يستوعب حلمي مكان. ذهبت إلى حلقة الخضار واشتريت ما سمحت به أموالي وبدأت مشوار البيع في الشوارع والأزقة. لم يكن أمامي غير هذا الحل.. شهور واستجمعت القليل من المال وانطلقت لأبدأ تجارة جديدة تحت لهيب الشمس وأصبحت كل يوم أستيقظ فجرا أذهب إلى حقلة الخضار وأشتري فاكهة الحبحب وأعرضها للبيع بسعر 10 ريالات على شارع في حي الجامعة كل يوم وأنا على هذا الحال أكثر من 3 سنوات، أستلم من الضمان الاجتماعي مبلغ 4000 آلاف ريال كل شهر لا تكفي كهرباء وماء وإيجار مسكنين كما لا تفي بمصاريف 10 أطفال وزوجتين. وعن حلمه في ليلة القدر قال المحيميد: أنشد وظيفة بدخل ثابت.. هذه أمنيتي وطوق النجاة كما ذكرت لكم. في داخل كل منّا أمانٍ وأحلام تستهلك العمر - ركضاً - من أجل تحقيقها. ومع السعي والركض والفشل والنجاح يظل جميعنا ينتظر ليلة القدر «الليلة الموعودة» ويتمنى لو يصادف ساعاتها. لا فرق في الانتظارِ بين غنيّ ينام على فراش الرفاهية أو غيره ممن اتخّذ من الرصيف الخشن وسادة. «المدينة» تفتش عن الأمنية وتسأل عن الحلم الحبيس الذي يصحو في رمضان ويستيقظ في أواخر أيامه، الحلم الذي ينتقل من القلب للسماء ويحلم صاحبه لو يصادف لحظة الإجابة.