قررت المغرب، أمس الثلاثاء قطع علاقاتها مع إيران؛ بسبب الدعم العسكري لحليفها حزب الله للبوليساريو. وأعلن ذلك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة في لقاء صحفي عقده مع ممثلي عدد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية. وقال وفق ما بثته وكالة المغرب العربي للأنباء: «لقد عدت للتو من زيارة إيران؛ حيث أجريت بطهران لقاءً مع وزير الشؤون الخارجية الإيراني جواد ظريف، وأبلغته بقرار المملكة المغربية قطع علاقاتها مع إيران». وأكد أن سفير المغرب لدى طهران غادر إيران الثلاثاء، وقال: سأستقبل القائم بالأعمال بسفارة إيران؛ من أجل مطالبته مغادرة البلاد حالًا». وشدد على أن هذا القرار هو رد على التورط الإيراني الواضح، من خلال حزب الله في التحالف مع «البوليساريو»؛ لاستهداف الأمن الوطني والمصالح العليا للمغرب، مشيرًا إلى أن بلاده تملك أدلة دامغة، وأسماء، ووقائع محددة، تؤكد دعم حزب الله للبوليساريو؛ لاستهداف المصالح العليا لبلاده. مسار الخلافات وبدأ مسار الخلافات المغربية الإيرانية، بعيد ثورة الخميني، حين استقبلت الرباط شاه إيران، وهنا بدأت القطيعة الأولى. وانتظر الطرفان حتى عام 1991؛ ليعود التمثيل الدبلوماسي الإيراني إلى المغرب بافتتاح السفارة الإيرانية في الرباط، في العام ذاته، لكن الأزمة تصاعدت بشكل لافت في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وتحديدًا عام 2008 حينما أقدم المغرب على حل «البديل الحضاري»، وهو حزب مغربي ذو مرجعية شيعية. نشر التشيع أما القطيعة الدبلوماسية الثانية فحدثت في عام 2009؛ حيث أعلن المغرب قطع علاقاته مع إيران من جانب واحد؛ بسبب تورط عاملين في سفارة إيران في الرباط بأنشطة نشر التشيع وسط المغاربة. وفي شهر مارس من العام ذاته، أقدمت السلطات المغربية على إغلاق «المدرسة العراقية التكميلية» في الرباط للسبب ذاته، أما بحلول العام 2016، فقد انفجرت الأزمة مجددًا، عقب ظهور تنظيم شيعي باسم «رساليون تقدميون». وتعد الأزمة الحالية، وهي القطيعة الثالثة، الأخطر بالنسبة للمغرب؛ وذلك لأنها تتعلق بملف الصحراء الغربية. من جهتهم قال مراقبون: إن قرار المغرب بقطع العلاقات مع النظام الإيراني يعتبر بكل المعايير خطوة إيجابية، تتفق مع توجهات الدول العربية والإسلامية الداعية لِلَجْم التمدد الإيراني الطائفي في المنطقة العربية، ورفض تدخلاتها السافرة في الشؤون العربية والإسلامية. وأبرز المراقبون ما يلي: الإمارات تعلن وقوفها مع المغرب أعرب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الثلاثاء، عن وقوف بلاده مع المغرب ضد «التدخلات الإيرانية في شؤونه الداخلية». جاء ذلك في تغريدة، على حسابه بموقع «تويتر»، عقب إعلان نظيره المغربي ناصر بوريطة، قطع بلاده علاقاتها مع طهران، وطلبها من سفير إيران مغادرة البلاد، في إشارة لتأييد بلاده موقف الرباط. وقال قرقاش: «نقف مع المغرب في حرصها على قضاياها الوطنية، وضد التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، سياستنا وتوجهنا الداعم للمغرب إرث تاريخي راسخ وموقفنا ثابت في السراء والضراء». البحرين تؤيد «بقوة» أعلن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، الثلاثاء، تأييد بلاده «بقوة» قرار المغرب قطع العلاقات مع إيران. جاء ذلك في تغريدة، عبر حسابه بموقع «تويتر»، عقب إعلان نظيره المغربي ناصر بوريطة، قطع بلاده علاقاتها مع طهران، وطلبها من سفير إيران مغادرة البلاد. وقال آل خليفة: «نقف مع المغرب في كل موجب كما يقف معنا دائمًا، ونؤيد بقوة قراره الصائب بقطع العلاقات مع إيران؛ نتيجة دعمها أعداء المغرب، بالتعاون مع حزب الله الإرهابي».