تابعت يوم الجمعة الموافق 27 رجب 1439 حلقة برنامج بالمختصر المعروض بقناة الmbc لمقدمه المذيع المبدع ياسر العمرو، مستضيفاً قامة عظيمة هو مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس مؤسسة الفكر العربي، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وكان حقيقة حديث سموه ذا شجون. سأل مذيعنا المتألق سموه عن ما يُنْعَت به هذا الجيل بأنه (جيل آخر زمن) فما رأي سموكم في هذا؟ فجاء الرد المبهر وكان سموه مستغرباً كيف يوصف الجيل بهذه العبارة من قبل أجيال سبقته وهم أنفسهم الذين كافحوا لتأسيسه ثم بعد ذلك يطلقون عليه هذه العبارة السلبية، في حين اختلف الأمير مع هؤلاء وأنه على عكسهم تماماً لأن هناك شباباً صغاراً وكباراً من الجيل الحاضر قد رفعوا رأس الوطن في شتى العلوم العلمية والنظرية حيث لمس ذلك منذ أن كان وزيراً للتربية والتعليم، كما يرى أن تعلق هذا الجيل بالتقنية يعتبر أمراً إيجابياً وتطويرياً لهم وللوطن. ويستمر مذيعنا الرائع في طرح أسئلته القيمة، فسأل أميرنا المحبوب عن جامعة والده الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، وماذا يسكن في ذاكرة الأمير عنه فذكر أنه كان شخصية متفردة ومهيبة وسهلة ومحترمة ومختلفة وغريبة، فهو لم يكن يرفع صوته على أحدٍ كان، وما عاتب أحداً قط، ولكن كان يحسسه بصمت أنه غير راضٍ عن تصرفاته، ويضيف أيضاً أن جميع من خالطه وبمن فيهم هو لم يسمع منه كلمة واحدة نابية. كان الملك فيصل صبوراً على المرض، وهذا ما حكاه لنا الأمير خالد عن أحد مواقف والده مع المرض وكيف أنه تصبر وتجلد على الألم وأخفى شعوره به حتى لاحظ التعب عليه طبيبه الخاص الدكتور رشاد فرعون رحمه الله، وطلب منه ضرورة ترك مكتبه في قصر الحكم فوراً ومراجعة المستشفى وإلا سيصاب الجرح الذي تألم منه بالتسمم فوافق على مضض، وفي المستشفى طلب الطبيب من الملك فيصل النوم على السرير ليتمكن من التدخل الجراحي له ولكنه رفض كما رفض أيضاً البنج وأصر على ذلك، وفعلاً قام الطبيب بإجراء عملية إزالة الخراج وكان ذلك في الفترة الصباحية وفي الفترة المسائية من نفس اليوم عاد الملك إلى الدوام في مكتبه وكأن شيئاً لم يكن. شكراً سمو الأمير المتفرد، على رؤيتكم الإيجابية لهذا الجيل الذي سيكون بإذن الله وتوفيقه عماد المستقبل وقوته والدرع الحصين للوطن.. ورحم الله مليكنا الغالي فيصل وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وأطال الله في عمر أميرنا الهمام خالد وأمده بالصحة والعافية.