انتشرت مقاطع في برامج التواصل الاجتماعي طريفة ومضحكة وهدفها ادخال البهجة والسرورعلى من يشاهدها.. فبعضها تكون وليدة اللحظة أو المفاجأة وبعضها تكون مخططاً لها وهي ما تسمى بالمقالب.. فيأتي أشخاص هواياتهم التصوير وعمل المقالب فيمن حولهم بل وصل الحال لعمل مقالب في الوالدين.. فمثلاً شاب يقود السيارة ووالده بجانبه فيقوم بالتوقف المفاجئ حتى يدخل والده أسفل المقعد من قوة الصدمة لعدم ربط الحزام.. وآخر يضع فلاش أمامه حتى يظن والده أن ساهر التقطه فيثير غضب والده لتكرر الفلاشات.. فهل هذا من البر أن تجعل الآخرين يضحكون على والديك أو أن تختبر مشاعرهم تجاهك بكذبة سخيفة أو أن تمثل عليهم كل ذلك من أجل تصوير مقطع ونشره.. وآخر يرتدي قناعاً مخيفاً ليخيف أخته الصغيرة فتصرخ خائفة وهاربة ولعل هذا الموقف يسبب لها مخاوف ومشاكل نفسية ستعاني من أثرها في الكبر. بل شاهدنا أيضاً أحدهم يرتدي زي دب وأخوه وحده في الغرفة فيقع الولد مغشياً عليه.. أين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلماً). وآخر يضع صمغاً في كرسي ليجلس عليه صديقه ويلتصق بالكرسي ويتمزق ثوبه فتظهر ملابسه الداخلية.!! أين المتعة في السخرية من الآخرين وإحراجهم أمام الناس أو التلاعب بمشاعرهم؟ نتمنى ايقاف هذا النوع من المقالب التي خرجت من روح الدعابة إلى احداث الضرر والأذى بالآخرين.. فقد يخسر صانعوها علاقاتهم بالمتضررين وقد يفقدون احترام الناس لهم لأن للإنسان كرامة وإهانتها وجعلها أضحوكة وسخرية للآخرين، شيء لا يدعو للضحك أبدًا.