رفع الشارع المصري سقف التطلعات والمطالب إلى إنهاء أزمة سد النهضة، على خلفية تجدد مفاوضات السد بالسودان أمس الخميس بين خبراء الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا»، وفى الوقت الذي رهن فيه مراقبون نجاح الاجتماع بالخروج باتفاق على أرض الواقع يلامس صلب الأزمة، خفض البعض من وجود مؤشرات نحو إنهاء الملف، وإمكانية عودته إلى المربع صفر بعد تولي رئيس جديد للوزراء في أثيوبيا. ويدور الخلاف بشكل أساسي على الدراسات الجارية للتأكد من سلامة السد ومخاطره على دولة المصب مصر، وفترة ملء السد الذي تبلغ سعته 74 مليار م3 وطريقة التشغيل. وأكد رئيس وحدة الدراسات بمركز الأهرام د. هاني رسلان، أن تدخل أطراف خارجية ربما يدعم التوصل إلى مرحلة الاتفاق، خاصة الطرف الأمريكى الذي يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث وتجاوز الخلافات التى أثرت على المفاوضات وتجميدها فى بعض الأحيان خلال السنوات الماضية، لكنه أشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد ضوء يشير إلى أن هناك أملاً فى إنهاء الانقسامات. ويرى الشارع المصري ومعه العديد من المراقبين أن هناك تفهم من جانب رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد، وأنه سيكون له دور كبير ومحوري في حل الأزمة. واستضافت الخرطوم على مدى اليومين الماضيين اجتماعات اللجنة الوزارية الثلاثية حول سد النهضة والتي تضم وزراء الخارجية والري ومديري أجهزة المخابرات من السودان ومصر وأثيوبيا بحضور الفنيين من الدول الثلاث، تنفيذاً لتوجهات القمة الثلاثية التي جمعت رئيسي السودان ومصر ورئيس الوزراء الإثيوبي على هامش أعمال القمة الأفريقية الأخيرة بأديس أبابا يناير الماضي لتذليل كل العقبات القائمة أمام المفاوضات في إطار اللجنة الفنية الثلاثية، ومن أهمها اعتماد التقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري حتى يتسنى البدء الفوري في إعداد الدراسات الخاصة بتأثير السد على كل من دولتي المصب «مصر والسودان».