منذ بداية ظهور القنوات الفضائية وأكثرها تتسابق للحصول على أعلى قدر من المشاهدة والاهتمام بمختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة، في حين عمدت جُل القنوات الإخبارية إلى عمل تغطياتها حول العالم ليس على مبدأ المهنية والحياد أو مبدأ الاحترافية، بل على ما تُقرِّره الجهة الداعمة لتلك القناة ويتوافق مع أهدافها ومصالحها وعلاقاتها الاقتصادية والسياسية، حتى لو تعرَّض هذا الأمر إلى مصداقيتها أو أدى إلى تجاوزات إعلامية وتلاعب بعواطف ومشاعر الشعوب. قناة الجزيرة في قطر هي أحد تلك القنوات التي استخدمت في العديد من نشراتها وبرامجها أسلوباً رخيصاً يعتمد في الدرجة الأولى على إثارة الفتنة والتحريض وتأجيج الشعوب على الحكومات ونشر الهاشتاقات المغرضة والتي تُكتب في الخارج ويُدَّعى أنها من الداخل، وتشويه صورة الكثير من المنظمات والهيئات والحكومات والتي لا تتوافق مع آرائها واتجاهاتها، وبالرغم من أن شعارها الذي تدّعيه هو (الرأي والرأي الآخر) إلا أن هذا الشعار ما هو إلا شعار وهمي مزيف، تقوم من خلاله ببث سمومها ونشر الإشاعات بين أوساط المسملين والسعي نحو تفريق وحدة الصف العربي والإسلامي، وذلك من خلال استضافة العديد من الشخصيات ذات الأصوات الشاذة في العديد من البرامج التي تعدها وتقوم ببثها. مؤخراً، حذّرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية من قنوات التضليل والفتنة، والتي أذكت كثيراً من الصراعات وأصبحت بوقاً للجماعات الإرهابية، وأشارت في بيانها الذي قامت بنشره مؤخراً بأن في طليعة تلك القنوات، قناة جزيرة في قطر، والتي «تعطي للناس صوراً مزيفة في قضايا الأمة ومشكلاتها، ولا تكف عن اختلاق الأكاذيب، واستضافة شذاذ في الآفاق؛ تُروِّج عن طريقهم ما تريد، بما يخدم سياسة من يُموّلها بالكامل في تمزيق الأوطان العربية، والعبث بوحدتها، وإثارة الفرقة، وتأجيج الفتنة». كما أكدت «أن ذاكرة التاريخ لن تنسى أن «جزيرة» قطر كانت ولا زالت منبراً لدعاة الإرهاب وقادته؛ إذ دأبت -وبشكل حصري- على نشر خطابات زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن وخلفه، كما نشرت خطابات لإرهابيين رفعوا السلاح في المملكة في فترات سابقة، وهي -الآن- تُمارس نفس الدور في نشر خطابات زعيم جماعة الحوثي الإرهابية، وبتنسيق منتظم معه، في استهداف واضح لأمن المملكة العربية السعودية، ومقدسات المسلمين، حيث سبق لهذه الجماعة الإرهابية استهداف مكةالمكرمة». قناة «جزيرة» قطر، هي قناة فقدت مصداقيتها، كما فقدت الدولة الداعمة لها جيرانها وأصدقاءها، وذلك نتيجة منهجها وبرامجها المغرضة وأكاذيبها وافتراءاتها التي أثَّرت سلباً على وحدة الأمة العربية والإسلامية، وسعيها الدائم خلف الإثارة والبعد عن الحقيقة والموضوعية في تناول القضايا حتى أصبحت منبراً للفتن والإثارة، ومركزاً لبث الشقاق وغرس الأحقاد والكراهية في شعوب الأمة.