* الغَرق في متابعة (الإنترنت، ومواقع وبرامج التواصل) أصبح في عصر اليوم من أخطر مظاهر (الإدمان)، إذ يترتب عليه أمراض جَسَدِيّة ك (الصداع ومشاكل الإبصار، إضافة لآلام العمود الفقري والرقبة، وقد يصل الأمر مع الوقت للسُّمْنَة المفرطة لقلة الحركة، وهناك الأمراض النفسية كالعُزلة عن المحيط الخارجي، والفشل في تكوين علاقات إنسانية حقيقية، فالمُدمِن هنا يظل سجيناً لعالم صَنعَه لنفسه، يضاف لذلك ضعف الأداء المهني والدراسي). * ولخطورة هذا النوع من الإدمان فقد اهتمت به الدول المتقدمة؛ فمنذ عام 2013م اُفتتحت عشرات العيادات ل «إعَادة التّأهيل الرقمي» في وادي السليكون بالولايات المتحدة، حيث توجد مقرات أكبر شركات التكنولوجيا، بما في ذلك (شركات آبل، وفيسبوك، وتويتر، وغوغل). * وتقدم تلك العيادات عِلاجَات محددة للذين يقضون نحو (20 ساعة يومياً) يحدقون في شاشات الحاسوب والأجهزة الذكية، ولاسيما الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين (12 و18 عاماً)، الذين يشعر آباؤهم بالقلق من إدمانهم للإنترنت!. * والعِلاج الذي يُحظر فيه استخدام الهواتف النقالة، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والأجهزة اللوحية إلا في الحِصَص الدراسية، يستمر لمدة (45 يوماً) على الأقل، وقد يمتد إلى (60 يوماً)؛ بناء على عدة عوامل مثل مستويات الاكتئاب والقلق والعنف، ويخضع المرضى لجدول زمني صارم للاستيقاظ، والدراسة، وتناول الوجبات الغذائية، والمشاركة في جلسات العلاج الفردية والجماعية. * وهنا تؤكد الأرقام والإحصائيات بأن الشّعْب السعودي أنْتَرنتِّيٌّ حتى النُّخَاع، فحسب إعلان بَثّته هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات قبل أيام فإنّ إجمالي عدد مشتركي خدمات الاتصالات والإنترنت في المملكة قد تجاوز (26 مليون مستخدم)، خلال العام 2017م بنسبة انتشار تزيد على 81%، وهو أعلى المعدلات نمواً في العالم العربي!. * فالسعُوديون عموماً يقضون ثلث وقتهم على (اليوتيوب)، أما (السّيد تويتر) فأبناء (المملكة) يأتون في صدارة مَن يستخدمه بنسبة وصلت ل (41%) من عدد المستخدمين حول العالم، ويأتي الشقيق الأصغر والأحدث لمواقع التواصل الإلكترونية (سناب شات) الذي يبلغ من العمر خمس سنوات تقريباً؛ ليحظى كإخوته بعشق السعوديين؛ حيث احتلوا في متابعته المركز الأول عالمياً مُحقّقين الرقم (7ملايين)، يأتي بعدهم الإيرلنديون، ثم السّويديون. * كل تلك الأرقام تؤكد على إدمان طائفة من المجتمع السعودي على الإنترنت وبرامجه المختلفة، فهل حان وقت إطلاق عيادات ومشروعات اجتماعية للخلاص من ذلك الإدمان ومضاعفاته الخطيرة؟!.