كشفت استشارية نفسية سعودية عن استقبالها لمرضى يرغبون علاج إدمانهم من مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت: «إن أحدهم وهو مراهق، يعكف على مواقع التواصل الاجتماعي مدة 16 ساعة دون أن يتنبه أنه تبول على نفسه، ما دفع والديه لجلبه إلى العيادة للعلاج، كما أن هناك من الحالات من يُغلف جهاز هاتفه بمادة «النايلون» حتى يستطيع التواصل مع الآخرين وقت الاستحمام». وحذرت استشارية ورئيسة قسم الطب النفسي في مستشفى الملك فهد بجدة الخبيرة الدولية في الأممالمتحدة في علاج الإدمان الدكتورة منى الصواف في حديثها ل «الحياة» من التأثيرات الناتجة من سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قد تصل إلى الإدمان الذي يحتاج إلى العلاج والتوازن. وقالت: «وصل إدمان مواقع التواصل الاجتماعي إلى ثلاثة في المئة من إجمالي سكان العالم، وهذا ماأكدته الجمعية الأميركية لتصنيف الأمراض النفسية، والتي لها معايير ومقاييس محددة تحدد الشخص المدمن أو غير المدمن». وأضافت: «إن الإدمان الحقيقي هو انكباب المتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي عليها، وتفضيلها على جميع الأنشطة الأخرى بلا استثناء بما فيها الأنشطة الحيوية مثل الأكل والنوم وحتى استخدام دورات المياه، فهو في تركيز تام إلى درجة لو تعرض جهازه للعطل أو انقطع الإنترنت، تبدو عليه علامات القلق والتوتر أعلى من المعدل الطبيعي لاحتوائها، ولا تذهب منه حتى يعود اتصال الإنترنت، ونجد أن معدل أداء وظيفته أو دراسته يتأثر ويكون السبب الرئيس سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي». وأوضحت الدكتور الصواف أن تلك العلامات لا يمكن تأكيدها، إلا بملاحظة تصرفات الشخص لأكثر من أسبوعين، لافتةً إلى أن البعض لايعي حقيقة دخوله مرحلة الإدمان. ومن الحالات التي دخلت في نطاق الإدمان، سهاد زراع، إذ أصبح اتصالها في مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الساعة، وفور استيقاظها من النوم صباحاً وقبل تناول وجبة الفطور، وحتى حين تلتقي مع صديقاتها، وتقول: «أجد أني مع صديقاتي أقل تركيزاً فيما يقولون عما كنت في السابق، وفي إحدى المرات قالت لي ابنتي (يا ماما تحبيني أنا ولا تويتر)، ورغم حضوري الدائم معهم إلا أن يدي لا تفارق الجهاز حتى أضمن أني في اتصال مع الآخرين». ويحاول إبراهيم الرويثي السيطرة على استخدامه تقنية التواصل، إلا أنه شعر أخيراً بانجذاب سريع له، ويقول: «كان حسابي في المواقع مفتوحاً منذ عامين دون تفعيل أو تجاوب، أما الآن فقد تغير الوضع، أجد أني في المناسبات الاجتماعية الأقل تركيزاً والأكثر صمتاً من بين الحضور». وترفض إيمان الحربي الخروج من منزلها إذا انقطع الإنترنت من هاتفها المحمول، وتقول: «أصبحت المواقع الاجتماعية صديقة لي و لا تفارقني حتى في نومي، أحاول النوم أحياناً لكن الحديث مع الآخرين يجعلني استغرق ساعات طويلة من دون أن انتبه لذلك، حتى أن البعض بدأ يتضايق مني حين يدعوني إلى منازلهن، ويطلب مني أن آتي دون هاتفي المحمول، أو أن أبقى في منزلي أفضل من تضييع وقتهن في صمتي وعدم تركيزي». ووصل تعلّق إيمان بهاتفها المحمول، أنها أثناء تسوقها، ومن شدة تركيزها في المحادثات الإلكترونية، ظنت أنها أضاعت هاتفها، وبدأت تبحث عنه، حتى انتبهت أخيراً أنه في يدها! ويقو فيصل عبد الله وهو طالب في المرحلة الثانوية: « أكثر مايشدني في مواقع التواصل الاجتماعي وجود الفنانين الذين لم أكن أحلم بمقابلتهم يوماً، وها أنا أتحدث معهم بل أصبحت صديقاً لهم، ومع الوقت وجدت أن خروجي مع الأصدقاء قل كثيراً عن السابق، إذ إنني أجد متعة في التواصل عبر المواقع أكثر منها مع الأصدقاء والحياة الاجتماعية».