نعم يا كرام، لا أريد لعينيّ أن تُغمَضا!! فأنا أرى نعيمَ الحياة، ودفء الحنين، وقتِي ضئيلٌ.. ويقيناً جلّ وقتي ثمين، لا أريد لعينيّ أن تُغمضا!! وحينَ أسيرُ بين الخلقِ أنا ملِكٌ، لا أشكو بؤساً أو أنيناً، أستيقظ فجراً لأتلوَ وِرْداً، وأطمئن على حياتي فلديّ الأكسجين، لا أريد لعينيّ أَنْ تُغمضا!! في كل لحظة وكل همسة، لي حياة أفرح فيها فرح السنين، لا ريب ولا عجب، فلوحة أيامي مؤطّرة بالوالدين، لا أريد لعينيّ أَنْ تُغمضا!! كيف ولي (أبٌ) من فيض حبّه أرتوي وتَحلو ليَ السنين، وعلى هامته شامة وقارٍ وهيبة عزٍّ للنّاظرين، لا أريد لعينيّ أَنْ تُغمضا!! ولي (أمٌّ) لا يهدأ لها بالٌ إلا بقربنا عن الشمال وعن اليمين، وفي مبسمها كل فرحة وسعادة بالبنات أو البنين، لا أريد لعينيّ أَنْ تُغمضا!! نعم يا سادة تلك نعمة فهل نحن لها من الشاكرين؟! لا عذر لنا بانشغالٍ أو ملهياتٍ عن ربط حبلِ وصلٍ متين، لا أريد لعينيّ أَنْ تُغمضا!! فهما نور الحياة ولهما أنا سأظل بالبرِّ مدين، أرقبُ الرِّضا في قربهم وأهفو للوصل في كل حين، لا أريد لعينيّ أَنْ تُغمضا!! وفي الدعاء أهديهم جلَّه فياربّ نوِّر دربنا بالنورِ المبين، وأدِم على الحياة أريجهم فهم لحدائق العمرِ الياسمين، واملأ بالرّضا قلوبهم عنّا وأسْعِدهم دُنْيا ودِين، وفي الغُرُفاتِ اجمع شملنا ومَتّعنَا بقربهم في عليين، وارحم يارب ضعفهم ياذا العرشِ المكين، لا أريد لعينيّ أَنْ تُغمضا!! فتلك أحرفٌ نُسجت بمداد الحب والشوق الدفين، علّ قارئها يجدْ بين سطورها البِرَّ ويسْتَوصِي بالوالدين.