قال وزير الدفاع الإثيوبي سراج فقيسا امس السبت إن حالة الطوارئ التي فرضت في البلاد بعد استقالة رئيس الوزراء ستستمر ستة أشهر، وأعلن رئيس الوزراء هايلي مريم ديسالين، الخميس، استقالته وسط اضطرابات وأزمة سياسية تضرب البلد الواقع في منطقة القرن الإفريقي. وجاءت استقالة رئيس الوزراء بعد موجة من الإضرابات والاحتجاجات، التي تطالب بإطلاق سراح المزيد من قادة المعارضة.. وأفرجت السلطات عن أكثر من ستة آلاف سجين سياسي منذ يناير مع مواجهة الحكومة صعوبات في تهدئة الاستياء العام. وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أعلن- الخميس- أنه ترك منصبيه كرئيس للوزراء وكرئيس للحزب الحاكم.. وقال إنه قرر الاستقالة من كلتا الوظيفتين كجزء من الجهود الرامية إلى إيجاد حل دائم للوضع الحالي. ويعتقد ديسالين أن استقالته مهمة لتنفيذ الإصلاحات، التي تؤدي إلى سلام وديمقراطية مستدامين.. وكان هايلي ماريام ديسالين قد شغل منصب وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء، إلى أن أدى اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في سبتمبر 2012، بعد وفاة ميليس زيناوي. وفي 2015 اختارت مجلة «أفريكا وورلد نيوز» ديسالين ليكون شخصية العام، ذلك بعد دوره فى إحداث تطور اقتصادى داخل إثيوبيا منذ توليه رئاسة الوزراء عام 2012، وفى حيثيات اختياره، أشارت المجلة إلى أنه بالرغم من وجوده فى بلد يقوم على التعدد العرقى مثل إثيوبيا استطاع «هايلى مريام ديسالين»، الذى ينحدر من أقلية «وليتا» العرقية، الوصول إلى أرفع منصب سياسي في إثيوبيا. واستطاع «ديسالين» المولود عام 1965، الوصول إلى منصب نائب رئيس الوزراء بعد سنوات قليلة من عضويته فى الحزب الحاكم كنائب في البرلمان وحاكم للمقاطعة الجنوبية، وخلال فترة قليلة قام بتحسين الخدمات والاقتصاد بالمقاطعة، إضافة إلى تحقيق الإنجاز الأكبر وهو الاستقرار عن طريق إقناع الجماعات العِرقية المختلفة بنبذ الخلافات والحياة تحت مظلة الدولة. وصف الخبراء التطور الاقتصادي الذي حققه «ديسالين» خلال سنوات ولايته بأنه «هائل»، وبخلاف استمرار العمل بسد النهضة، الذي تعتبره إثيوبيا مشروعها القومى، حاول «ديسالين» خلق دور إقليمي لبلاده، فقام برعاية مفاوضات السلام بين السودان وجنوب السودان، وزار كلا البلدين عام 2013 لتقريب وجهات النظر، وعمل على القيام بدور وسيط السلام بين حكومة جنوب السودان والمعارضة، ذلك بالإضافة إلى زيادة دور إثيوبيا في بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال «أميصوم».