حكم نادر من نوعه أصدرته القاضية اللبنانية (جوسلين متى) على 3 شبان مسلمين، أساؤوا لمريم العذراء، فبدلاً من الزج بهم في السجن بتهمة ازدراء الدين، ألزمتهم بحفظ آيات من سورة «آل عمران» تمجّد السيدة العذراء وابنها السيد المسيح ليتعلموا تسامح الدين الإسلامي ومحبته للسيدة العذراء، مُشددة بأن «القانون مدرسة وليس سجناً فقط» ولم تُطلق سراحهم إلا بعد أن حفظوا الآيات غيبا. ** ** ذكرني حكم القاضية اللبنانية بالأحكام التي اعتاد أن يُصدرها القاضي الأمريكي (فرانك كابريو)، كبير قضاة المجالس البلدية في ولاية رود آيلاند، الذي أُطلق عليه لقب (قاضي الإنسانية). فمنذ ما يقرب من عشرين عاماً تراه يجلس صبيحة كل يوم على نفس مقعده في المحكمة البلدية ليُصدر أحكامه بشأن حالات مختلفة، يوازن فيها بين نصوص القانون وروح العدالة. ** ** كنت أشاهد طريقة تعامل هذا القاضي الثمانيني الإنسانية مع القضايا التي تُعرض عليه، وأقول في نفسي: أين العالم العربي القضائي من مثل هذه الطريقة في تحقيق العدل، وأسترجع قول الله تعالي في رسوله الكريم: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ 0لْقَلْبِ لَ0نفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)، واستعيد ما يُنشر عن طريقة تعامل بعض القًضاة في بلاد بني يعرب مع المتخاصمين، وبعض الأحكام المتعسفة التي يُصدرونها وكأن بينهم وبين المتخاصمين عداوة، وأخرى تبلغ من التهاون وكأن المحكوم عليهم من أفراد عائلتهم المقربة!! ** ** هي فرصة أجدها هنا لتوجيه التحية والتقدير لهذه القاضية الإنسانة وأرجو أن يفتح حكمها الإنساني الباب لمعالجة مختلف المشاكل الاجتماعية وحالات التعصب الديني في عالمنا العربي ببعدها الإنساني.. فالعدالة ليست عقوبة فقط.. بل رحمة وإنسانية أيضاً. # نافذة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. (المائدة: 8)