في حكم قضائي غريب من نوعه، حكمت قاضي التحقيق في شمال لبنان القاضية جوسلين متى على 3 شبان مسلمين موقوفين بتهمة إهانة السيدة العذراء مريم، بحفظ جزء من سورة «آل عمران»، عوضاً عن سجنهم. بعد رغبة منها في تعليمهم التسامح بين الأديان، خلافاً للأفكار المتطرفة التي تُزرع في أذهن الشباب، وبحسب ما نقلته وسائل إعلام لبنانية، كان منظر الشبان الثلاثة لافتاً وهم أمام غرفة القاضي، حاملين القرآن الكريم، بالنظار أن يقرأ كل واحد منهم السورة، لتتأكد القاضية من حفظ الشبان للآيات، والتي أطلقت سراحهم في وقت لاحق. ولقي حكم القاضية المسيحية متى صدى إيجابياً واسعاً في الأوساط اللبنانية، باعتباره قرارا حضاريا، يفتح مجالات مبتكرة لمعاجلة المشاكل الاجتماعية، ويعزز من قيم التسامح بين الأديان لدى الشباب، بعيداً عن أساليب العنف. وحيا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عبر حسابه في «تويتر» القاضية جوسلين متى بعد حكمها على الشبان في قضية السيدة مريم، قائلاً: «إلزام الشباب بحفظ سورة آل عمران من القرآن الكريم، قمة في العدالة وتعليم المفاهيم المشتركة بين المسلمين والمسيحين». كما أشار رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي إلى القرار عبر حسابه في «تويتر»، معتبراً إياه مثالا يحتذى به في الأحكام القضائية الإصلاحية المبنية على التسامح والتثقيف الديني الصحيح واحترام الآخرين.