أرجئ في جنوب أفريقيا خطاب «حال الأمة» الذي يعد مناسبة سياسية رئيسية سنوية، في وقت يواجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أزمة داخلية، وسط دعوات في صفوفه إلى الإطاحة بالرئيس جاكوب زوما. ويشهد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يحكم البلاد منذ فوز نلسون مانديلا بالانتخابات التي جرت العام 1994 بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، انقساما حول مسألة إزاحة زوما من منصبه. وكان من المفترض أن يلقي زوما خطاب «حال الأمة» أمام البرلمان في الكاب (كيب تاون) اليوم، لكن اللجنة الوطنية التنفيذية التي تمتلك سلطة القرار في الحزب، استبقت ذلك بعقد اجتماع للنظر في مصير الرئيس. وقالت رئيسة البرلمان باليكا مبيتي للصحفيين: «رأينا أننا نحتاج إلى مساحة لإشاعة أجواء سياسية مواتية في البرلمان». وأضافت: «عندما التقينا الرئيس تم إعلامنا بأنه يكتب (رسالة) للبرلمان لطلب تأجيل الخطاب»، مشيرة إلى أنه سيتم اعلان تاريخ جديد «قريبًا جدًا». ومن الممكن أن «تزيح» الهيئة المكونة من 80 عضوًا زوما من منصبه، وهو أمر قد يرفض الرئيس الامتثال له، مما يهدد بحدوث فوضى سياسية. ويدعو العديد من أعضاء الحزب إلى إحلال الزعيم الجديد للحزب سيريل رامافوزا فورًا مكان زوما البالغ 75 عامًا. لكن أنصار زوما قالوا إن على الرئيس الحالي إكمال ولايته الثانية والأخيرة التي تنتهي عند إجراء الانتخابات السنة المقبلة. وهز الصراع على السلطة أوساط الحزب التحرري الذي كسب شعبيته من قيادته الحرب ضد حكم الأقلية البيضاء. لكنه خسر جزءا كبيرا من الدعم الشعبي له منذ ذلك الحين. وقال المحلل من مركز أبحاث «فغوبيرا» في دوربان فغولاني دوبي إن «جاكوب زوما ليس خصما ضعيفا». وأضاف إنه «لا يحترم رامافوزا لكون الاخير لم يمر بجميع الطقوس الضرورية ليصبح رئيسا لحزب المؤتمر الوطني، لم يدخل السجن ولم يعش في المنفى». ولد جاكوب زوما (12 أبريل 1942 -) في عشيرة موشولوزي فيما يعرف الآن بإقليم كوازولو ناتال. وهو رئيس جنوب أفريقيا من 9 مايو 2009 ورئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم. وكثيراً ما يشار إليه بالأحرف الأولى JZ . وهو شخصية ذات شعبية هائلة خاصة وسط الفقراء وكان نائبا لرئيس جنوب أفريقيا منذ عام 1997، ولم يتلق في طفولته تعليمًا مدرسيًا رسميًا، لكنه اهتم بالسياسة ، وانخرط في صفوف المؤتمر الوطني الأفريقي لقد واجه زوما قضايا عدة، بينها الاشتباه في أنه تلقى 783 دفعة مالية مرتبطة بصفقة أسلحة قبل وصوله إلى السلطة العام 2009.