فقدت العاصمة المقدسة قبل أيام رمزًا وشيخًا من مشايخ القبائل الفضلاء ومرجعًا في الأعراف القبلية والمذاهب المتعارف عليها بين أبناء القبائل عامة.. إنه الشيخ جزاء بن صالح المطرفي الذي أفنى عمره في خدمة الناس والسعي في إصلاح ذات البين بين أبناء قبيلته وكذلك أبناء القبائل الأخرى، وكانت أحكامه القبلية قائمة على مبدأ الوسطية فهو ينطلق من قول الله تعالى «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا»، وكان -رحمه الله- يحث كافة المتخاصمين على الصلح ويرغبهم فيه منطلقًا من قول الله تعالى «وَالصُّلْحُ خَيْرٌ». وقد ذاع صيته بين كافة القبائل وكان يتحاكم إليه العديد من المتخاصمين الذين يأتونه من مختلف مناطق المملكة ويقبلون بأحكامه القاطعة والتي أنهت خلافات كبيرة كادت أن تؤدي إلى نزاعات قبلية كما كان -رحمه الله- يسعى في قضايا الدم وعتق الرقاب ويتنقل بين منطقة وأخرى من أجل إقناع ذوي المقتول بالتنازل وطلب الأجر من الله، رحم الله الشيخ جزاء وأسكنه فسيح جناته.