لا أقصد هنا الدبلوماسية، فهذه تأتي من السلطة العليا، لمن يثق فيهم خادم الحرمين الشريفين ليمثل بلاده، وكثيرًا ما نسمع «أيها المسافر كن سفيرًا لبلدك»؛ لأنك هناك تختلط بعامة الشعب وطبقاته، وتعطي انطباعًا يليق بمكانة دولتك (المملكة العربية السعودية)، كلنا نعشق السفر؛ لأنه متعة؛ لما فيه من ترويح عن النفس والخاطر وبهجة للقلب ومسرة للنظر، وما أحلى السفر مع راحة البال وهدوء النفس، ومع صحبة طيبة، والسفر يجب ألا يكون مجردًا للسفر فقط، وأخذ الصور السلفي للهياط، كما أن للسفر العديد من الفوائد، حاول أن تستفيدَ بأكبر قدر منها، فالسفر ليس فقط (مشتريات)، قم بزيارة المتاحف والأماكن السياحية الأخرى، تعرف إلى ثقافة البلد الذي تزوره، وعادات وتقاليد أهله، ومن جانبك خذ معك بعضًا من المطبوعات عن بلدك، ستجدها متوفرةً في كل المكتبات. وللأسف هناك من يسافر، ويقطع إشارات المرور، ولا يلتزم بالنظام، والبعض الآخر يخرج للمنتزهات الأوروبية، ويفترش البساط فوق الزهور، ويجلسون تجمعات على أكواب الشاهي والفصفص وقدور الكبسة، وهذا بالنسبة للدول الأوروبية خرقًا للأنظمة. فقبل أن تغادر أرض الوطن، يجب أن تعاهدَ الله، ثم الوطن أن تكون خير سفير له، وأن ترفع رايته فوق الأرض التي ستغادر وطنك إليها، وأن تدافع عن كرامته، فأنت كمواطن لم يبخل عليك وطنك بشرف المواطنة، فكيف لا تصون هذا الشرف؟! فكن سفيرًا لبلدك المسلم.