يقول مرشد الجماعة عمر التلمساني: (كان الإمام حسن البنا شديد الحرص على قيام الوحدة الإسلامية، ولا يزال الإخوان المسلمون وسيظلون يعملون لقيام هذه الوحدة، مهما لاقوا في سبيل هذا المطلب)، ويضيف أيضًا قوله: (ولم تفتر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشاني، واستضافوا في مصر نوّاب صفوي). وقد سعت الجماعة عمليًّا في تعزيز هذه العلاقة، من خلال إقامة اللقاءات المعلنة والسرية مع ملالي إيران، وأسسوا ما أسموه دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي كان يفد إليها العديد من معممي إيران؛ ليلتقوا مع قيادات الجماعة. ويذكر الكاتب الأمريكي روبير جاكسون: (إن حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الديني الإيراني، التقيا في حج عام 1948، وإنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية، لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال). ويذكر أحمد يوسف في كتابه (الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران.. جدلية الدولة والأمة في فكر الإمامين البنا والخميني)!!: ( كان لأفكار ومواقف رجال مثل محمد القمي وآية الله الكاشاني ونواب صفوي، دور كبير أيضًا فى تجاوز تلك الحساسيات المذهبية، وقد نقل عن نواب صفوي قوله: «لنعمل متحدين للإسلام). ومن نتاج العلاقات المستمرة والوطيدة بين جماعة الإخوان المسلمين وملالي إيران، قيام المعمم المتطرف نواب صفوي إلى القاهرة عام 1954، بناء على دعوة من سيد قطب عندما التقيا في القدس عام 1953. «صفوي» إرهابي في الحضن الإخواني مجتبى نواب صفوي يعتبر حجر الأساس لما سمي، لاحقًا بالثورة الإسلامية في إيران متطرف ولد بطهران عام 1924م، يعتبر نواب صفوي قائد ومؤسس جماعة «فدائيان إسلام الإيرانية المتطرفة»، ولقد ارتبط بعلاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين، ويعتبر نواب صفوي المؤسس لفكرة قيام دولة ذات مرجعية مذهبية يتولى حكمها الملالي. وفي يوم 12 كانون الثاني 1954م ، زار نواب صفوي مصر واستضافته جماعة الإخوان المسلمين، وقد كان في استقباله المرشد العام للجماعة عمر التلمساني. ومما يجدر ذكره أنه في هذا اليوم، أحدثت جماعة الإخوان اضطرابات في القاهرة، أعلنت الحكومة المصرية على إثرها، حل الجماعة، وأصدر جمال عبد الناصر أوامره بطرد نواب صفوي من مصر، لكنه تراجع عن ذلك، وقابله في مكتبه بمجلس الوزراء. تقارب رؤوس الفتنة يقول سالم البهنساوي، وهو قيادي إخواني)، منذ أن تكونت جماعة التقريب التي ساهم فيها الإمام البنا، والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان والشيعة، وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة 1954م للقاهرة)، ويضيف البهنساوي (ولا غرو في ذلك، فمناهج الجماعتين تؤدي إلى هذا التعاون)، ويقول قيادي إخواني آخر: (وصل إلى القاهرة الزعيم الإسلامي نواب صفوي، زعيم فدائيان إسلام بإيران، وقد احتفل بمقدمه الإخوان أعظم احتفال). نواب في دمشق عندما زار نواب صفوي دمشق في عام 1953، والتقي بالدكتور مصطفي السباعي زعيم الإخوان المسلمين في سوريا، فأثار مع نواب صفوي انزعاج وقلق الإخوان المسلمين في سوريا من مسألة انضمام بعض الشباب الشيعة إلى الحركات العلمانية والقومية، فصعد نواب صفوي المنبر، وقال أمام حشد الشيعة والسنة: «من أراد أن يكون جعفريًّا حقيقيًّا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين». «حركة فدائيان إسلام الإيرانية» وتعني بالعربية (فدائيو الإسلام . وهي منظمة متطرفة اسسها نواب صفوي عام . 1945تدعو لقيام ثورة اسلامية وأنشاء دولة تقوم على فكرة ولاية الفقيه فالحركة تعتبر النواة التي شكل منها الحرس الثوري حاليا . ولقد اتخذت نهج العمل المسلح لتحقيق اهدافها وأسلوب الاغتيالات للتخلص من خصومها وكل ما يعيق تحقيق أهدافها.