تقوم بريطانيا حاليا بحزمة إجراءات من أجل دراسة نشاط الإخوان المسلمين في أراضيها! بيان الإخوان الذي علق على الموضوع كان متشككا وخائفا بنفس الوقت، وجاء فيه: «أثار دهشتنا أن الإدارات البريطانية المتعاقبة كانت دوما من أخبر الجهات عن مواقف الجماعة وسلمية منهجها.. والتي لم ولن تغير من مبادئها ومنهاج عملها حتى يومنا هذا». بريطانيا دولة حقوقية، ويعرف القانون البريطاني بأنه من «شرائع العالم». والفلاسفة الإنجليز هم أساس جل ما يعاش في العالم من تطور في مؤسسات السياسة والقانون والحقوق والقضاء، من توماس هوبز، إلى جون لوك. لكنها دولة تحافظ على أمنها القومي وتعتبر أن أنشطة الجماعة مثيرة للخوف، وبخاصةٍ أن دولا حليفة لها مثل السعودية ومصر والإمارات تعتبر ذلك التنظيم إرهابيا، وهناك أوراق وإثباتات على تلك الإدانة. فهي لم تأتِ من فراغ، أو من مشكلٍ سياسي بحت. الإخوان جماعة ترتبط مع جماعات ودول، تقوم بأدوارٍ سلبية في العالم. العلاقة بينها وبين تنظيم القاعدة، وبين الإخوان وإيران. ليس سرا أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي هو مترجم كتب سيد قطب إلى الفارسية! بدأت العلاقة بين الإخوان وإيران منذ الأربعينات من القرن الماضي، وثمة كتاب يعتبر عمدة في تثبيت هذه القضية، عنوانه: «الإخوان المسلمين وإيران - دراسة في عوامل الالتقاء والافتراق»، من تأليف: عباس خامه يار، وهو مرجع ضخم في هذا الجانب. يقول الكتاب: «تعود العلاقة إلى منتصف الأربعينات، وكان أبرز الذين قاموا برعايتها آنذاك الشيخ القمي، والشيخ الكاشاني، إضافة إلى نواب صفوي قائد حركة «فدائيان إسلام» وشيخ الأزهر محمود شلتوت وحسن البنا من جهة أخرى... وغابت التشنجات بين الحركتين إلى درجة أن نواب صفوي قال في إحدى المناسبات: من أراد أن يكون جعفريا حقيقيا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين». إجراء بريطانيا ضد الجماعة ينصب على التخوف من نشاطها أولا، ومن علاقاتها ثانيا. التحفظ هذه المرة من دولة حقوقية جربت أنجح صيغة ديموقراطية وحقوقية وقانونية في العصر الحديث، فلا مجال للنواح والضجيج.