تقترب رحلة حافلات «خط البلدة» في شوارع كبريات المدن السعودية من نقطة النهاية، بعد أن بدأت قبل أكثر من 30 عامًا، لتصبح معلمًا يوميًا في حياة العديد من السعوديين والمقيمين، بأشكالها المتميزة، وحضورها اللافت على الطرقات، وسائقيها الذين صمدوا لعدة عقود في وجه المتغيرات الاقتصادية والتنظيمية وتحولات الأسعار، ليبقى سعر تذكرة «خط البلدة» ثابتًا في ريالات معدودة، حيث أعلنت هيئة النقل العام مؤخرًا عن تنظيم ومعالجة أوضاع الحافلات الأهلية والتي يصل عددها إلى حوالى 600 حافلة، وإحلال أخرى جديدة مكانها في الفترة المقبلة. «المدينة» وعبر رحلة على حافلات «خط البلدة» وقفت على أحوال السائقين والملاك، ومدى معرفتهم بالتنظيم الجديد، ورصدت القلق والخوف من المستقبل المجهول حاضرًا على وجوه السائقين الذين يعتبرون الحافلات وسيلتهم الوحيدة لمواجهة أعباء الحياة وتأمين الرزق الذي يكدون في طلبه منذ ساعات الفجر الأولى حتى الليل. وتحدث عدد من ملاك وسائقي الحافلات مؤكدين أنهم يرغبون في تطوير الحافلات إلى الأفضل وليس التغير ونقل عملهم إلى شركات القطاع الخاص، مضيفين أن خيار التعويض لا يناسب متطلباتهم حتى يتركوا العمل في النقل العام.