قتل 19 مدنيًّا بينهم سبعة أطفال منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء جراء قصف جوي «يرجح أنه روسي»، استهدف بلدة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، والمشمولة باتفاق خفض التوتر، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وشَاهَدَ مُصَوِّرٌ لوكالة فرانس برس في بلدة معرشورين في ريف إدلب الجنوبي التي استهدفها القصف - مبانيَ قد سُويت أرضًا، ولم يبق منها سوى جبال من الركام، وأخرى إلى جانبها، وقد انهارت جدرانها. وبدت بقع من الدماء على حجارة من بقايا المباني المستهدفة. وأتى صباح أمس الأربعاء عددٌ من السكان لتفقد المكان، وعملَ البعضُ على إزالة الأنقاض بحثًا عَمَّا يمكن إنقاذه من حاجيات، بعدما كانت فرق الدفاع المدني انتشلت جثث الضحايا، ونقلت الجرحى ليلًا. ورجَّح مديرُ المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن «طائرات حربية روسية استهدفت منازل عدة متلاصقة في بلدة معرشورين»، التي تسيطر عليها فصائل إسلامية بينها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا). ووثَّق المرصد السوري مقتل 19 مدنيًّا، بينهم سبعة أطفال، كما من ضمنهم 13 فردًا من عائلة واحدة. وأسفر القصف أيضًا عن إصابة أكثر من 25 شخصًا بجروح، وفق المرصد الذي أضاف أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود بعض الجرحى في حالات خطرة. من جهة أخرى، حَذَّرَ منسق الأممالمتحدة للإغاثة الطارئة «مارك لوكوك»، خلال إحاطة طارئة لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء من خطورة الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية في سوريا، في ظل تزايد حدة القتال، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية. وخلال إحاطته قال «لوكوك» عن المنطقة المحاصرة التي يقطنها أكثر من 390 ألف شخص: «إن آلاف المدنيين عالقون في القتال الذي يهدد حياتهم بشكل يومي. ووقع عدد كبير من الوفيات بين المدنيين وأصيب المئات، في كل من الغوطة الشرقية ومدينة دمشق، مع استمرار القصف من المنطقة المحاصرة». وكان قد طلب مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء من مجلس الأمن تقديم أفكار لصياغة دستور، وتنظيم انتخابات في هذا البلد؛ لإحياء الحل السياسي للنزاع الذي دخل طريقًا مسدودة. وقال دي ميستورا لأعضاء مجلس الأمن الدولي ال15: «أعتقد أن الوقت حان كي تحدد الأممالمتحدة الإشكاليات الدستورية والانتخابية»، مشيرًا إلى «الفرصة الذهبية» التي تم تفويتها في جولة المفاوضات الأخيرة في جنيف.