نعيش في المملكة ولله الحمد نقلة فكرية وحضارية، جادين في أن نساير بها العالم من حولنا، بل نسابقه لاحتلال درجة متقدمة في هذا الصراع الحضاري الذي نعيشه في عصرنا هذا. فهذا الشاب الطموح الجاد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد يغرس فينا الأمل المنشود لنخوض هذا السباق بأمان الله مع عالم اليوم دون أن تتأثر كثيرًا هويتنا التي نعتز بها.. تلك الهوية التي يتاجر بها الداعون إلى الجمود، وأولئك المترددون في خوض بحر الحياة المعاصرة. لقد جاء سمو الأمير محمد بن سلمان متسلحًا بالإخلاص وروح الشباب وطموحه، وبرغبة صادقة في أن يقدم شيئًا جديدًا لأهله ووطنه.. متمسكًا في عمله وإستراتيجيته بالشفافية والصدق، عازمًا على محاربة الفساد، سرطان المجتمعات الحديثة والذي -مع الأسف- لا يخلو منه مجتمع من مجتمعات عالم اليوم، وإن كان بدرجات مختلفة.. وليضرب سموه بتلك المصداقية والشفافية روح التخاذل وعدم المبالاة السائدة في كثير من نواحي حياتنا. ولقد حرص سموه منذ توليه المسؤولية تحت قيادة والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- على أن يكون الجميع سواء تحت عدالة الشرع وقوة القانون.. فمحاربة الفساد -مثلًا- عند الأمير محمد بن سلمان طالت الكبار من رجال أعمال ووزراء وأمراء، وهو بذلك يكون قد حطم ما كان سائدًا بين أوساطنا من أن الرشوة والواسطة هي أسلحة لا بد لأن يتسلح بها من أراد قضاء مصالحه الضرورية، أو يسيّر أمور حياته اليومية. نعم.. لقد زرع فينا سموه الأمل بأن قوة القانون وسيف العدل هما شعار المرحلة المقبلة.. ليبيت -بإذن الله- كل صاحب حق قرير العين ساكن البال.. مطمئنًا أنه لن يضيع له حق. حفظ الله سمو الأمير، وسدد خطاه وأطال عمره، حتى يرى ما يحلم به لوطنه من تقدم وازدهار واقعًا ملموسًا يغيظ العدو ويسر الصديق.. ذلك الحلم الذي ينتظره سموه ويشاركه فيه كل شباب وشابات الوطن.