قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: «إن الفساد بكل أنواعه وأشكاله آفة خطيرة تُقَوِّض المجتمعات، وتحول دون نهضتها وتنميتها». وأضاف: «عزمنا على مواجهته بعدل وحزم لتنعم بلادنا بإذن الله بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن، وفي هذا السياق جاء أمرنا بتشكيل لجنة عليا لقضايا الفساد العام برئاسة سمو ولي العهد، ونحمد الله أن هؤلاء قلة قليلة». وأشار إلى أن ما بدر منهم لا ينال من نزاهة مواطني هذه البلاد الطاهرة الشرفاء، من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والموظفين والعاملين على المستويات كافةً، وفي مختلف مواقع المسؤولية في القطاعين العام والخاص، وكذلك المقيمين بها من عاملين ومستثمرين الذين نعتز ونفخر بهم ونشد على أيديهم ونتمنى لهم التوفيق. وكان خادم الحرمين افتتح أمس أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى، وذلك بمقر المجلس في الرياض. وأضاف أن رؤية المملكة 2030 تستهدف إعداد المملكة للمستقبل الواعد، وأنه تم إعادة هيكلة بعض الأجهزة الحكومية، واتخاذ عدد من القرارات لخدمة مصلحة المجتمع، وتعزيز أمن الوطن ومكافحة الفساد، وزيادة مشاركة المواطنين والمواطنات في التنمية الوطنية. وأكد الملك سلمان أنه وجه الوزراء والمسؤولين لتسهيل الإجراءات وتوفير مزيد من الخدمات بجودة عالية للمواطنين والمواطنات، والتوسع في عدد من البرامج التي تمس حاجات المواطنين الرئيسة، ومن أهمها برنامج الإسكان. وقال: «تسعى بلادكم إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدمًا على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر، بما لا يتعارض مع ثوابتها، متمسكين بالوسطية سبيلًا والاعتدال نهجًا، كما أمرنا الله بذلك، معتزين بقيمنا وثوابتنا». وشدد على أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالًا، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلةً لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك فنحن إن شاء الله حماة الدين، وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين، ونسأله سبحانه السداد والتوفيق. ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين كان في استقباله - أيده الله - صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ورئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ، وكبار المسؤولين في مجلس الشورى ورؤساء اللجان. وفور وصول خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - عُزف السلام الملكي. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه بالمنصة الرئيسة بدئ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم. «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يسعدني أن أفتتح اليوم أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى، سائلاً الله عز وجل أن يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم، وأن يأخذ بأيدينا إلى ما فيه خير البلاد والعباد، مقدرًا للمجلس جهوده وأعماله، ومتمنيًا لكم التوفيق. لقد قامت المملكة منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على تطبيق شرع الله، والالتزام بالعقيدة الإسلامية، وعلى العدل في جميع الأمور، والأخذ بمبدأ الشورى. ونحمد الله على نعمه التامة، ونشكره على ما وفقنا إليه من شرف خدمة بيته الحرام، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار. أيها الإخوة والأخوات: لما تحمله رؤية المملكة 2030 من خطط وبرامج تنموية تستهدف إعداد المملكة للمستقبل الواعد - بإذن الله - وتحقيقًا لأهداف الرؤية- تم إعادة هيكلة بعض الأجهزة الحكومية، واتخاذ عدد من القرارات لخدمة مصلحة المجتمع، وتعزيز أمن الوطن ومكافحة الفساد، وزيادة مشاركة المواطنين والمواطنات في التنمية الوطنية. ونحن نثمن دور القطاع الخاص شريكًا مهامًا في التنمية ودعمه الاقتصاد الوطني، والتوسع في توظيف شباب الوطن وشاباته، وتوطين التقنية، وسنستمر - بمشيئة الله - في تمكين القطاع الخاص وتحفيزه بما يحقق المزيد من النمو والتنمية. ولقد وجهت الوزراء والمسؤولين لتسهيل الإجراءات وتوفير مزيد من الخدمات بجودة عالية للمواطنين والمواطنات، والتوسع في عدد من البرامج التي تمس حاجات المواطنين الرئيسة، ومن أهمها برنامج الإسكان. أيها الإخوة والأخوات: إن الفساد بكل أنواعه وأشكاله آفة خطيرة تقوض المجتمعات وتحول دون نهضتها وتنميتها، وقد عزمنا بحول الله وقوته على مواجهته بعدل وحزم لتنعم بلادنا بإذن الله بالنهضة والتنمية التي يرجوها كل مواطن، وفي هذا السياق جاء أمرنا بتشكيل لجنة عليا لقضايا الفساد العام برئاسة سمو ولي العهد، ونحمد الله أن هؤلاء قلة قليلة. وما بدر منهم لا ينال من نزاهة مواطني هذه البلاد الطاهرة الشرفاء، من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والموظفين والعاملين على المستويات كافةً، وفي مختلف مواقع المسؤولية في القطاعين العام والخاص، وكذلك المقيمون بها من عاملين ومستثمرين الذين نعتز ونفخر بهم ونشد على أيديهم ونتمنى لهم التوفيق. أيها الإخوة والأخوات: تسعى بلادكم إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدمًا على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر، بما لا يتعارض مع ثوابتها، متمسكون بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجًا، كما أمرنا الله بذلك معتزين بقيمنا وثوابتنا. ورسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالًا ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك فنحن إن شاء الله حماة الدين، وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين ونسأله سبحانه السداد والتوفيق. أيها الإخوة والأخوات: للمملكة دور مؤثر في المنظمات الإقليمية والدولية، وتحظى بتقدير إقليمي وعالمي مكنها من عقد قمم تاريخية في توقيتها ومقرراتها، شارك فيها عدد كبير من قادة الدول الشقيقة والصديقة، وأسست لعمل مشترك يستهدف تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وقد واصلت المملكة دورها الريادي الفاعل في التصدي لظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه. ودعت المملكة إلى الحل السياسي للخروج من أزمات المنطقة، وحل قضاياها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وفي هذه المناسبة أؤكد استنكار المملكة وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس؛ لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي. ومن جانب آخر فإن المملكة تعمل مع حلفائها لمواجهة نزعة التدخل في شؤون الدول الداخلية، وتأجيج الفتن الطائفية، وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين. وتسعى إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وتعمل على رفع المعاناة عن الشعوب». رئيس الشورى: العالم يتابع الإنجازات المتتالية لخادم الحرمين قال رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور «عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ»: «إن العالم من حولنا يتابع إنجازات خادم الحرمين المتتالية بكل تقدير واحترام، وها هو شعب المملكة الوفي يشعر بالاعتزاز إزاء مسيرة التنمية التي تتصاعد يومًا بعد يوم، بفضل الله تعالى ثم بفضل الخطط الحكيمة التي تقودونها، والأوامر والقرارات الموفقة التي تصدرونها، وفي طليعتها اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًّا للعهد، وهو صاحب الرؤى النيرة والأفكار الطموحة، ومن ذلك رؤية (2030) الرامية إلى غدٍ أكثر إشراقًا لهذا الوطن الغالي تحت قيادتكم الحكيمة وتوجيهاتكم الرشيدة». وأضاف: «خادم الحرمين الشريفين تشهد هذه البلاد المباركة تصاعدًا في وتيرة التقدم والنماء، ولقد أفرحتم المواطنين منذ الوهلة الأولى بحزمة من المشروعات التنموية الرائدة، فهذا مشروع الفيصلية الذي يضم كثيرًا من الخدمات التي تهم المواطن من مرافق حكومية، إضافةً إلى مطار خاص، وميناء بحري، وكذلك مشروع البحر الأحمر الذي يعتبر تجربةً فريدةً، ووجهةً سياحيةً جديدةً، يفتح أمام الراغبين في السياحة مستقبلًا مبشرًا وسعيدًا، وكذلك المشروعات التي تتوخى الاستجابة لرغبات المواطن؛ حيث تم الإعلان عن مدينة ثقافية رياضية بمنطقة (القدية) جنوب غرب الرياض، تضم كثيرًا من مناطق الجذب السياحي التي ستوفر البديل وتوجه السياحة داخليًّا، مما يقلل من معدلات الصرف على السياحة الخارجية، وتعزز فرص تشغيل الشباب السعودي الذي هو الروح المستقبلية للوطن». وأضاف: «لقد كان من أبرز معالم رؤية 2030 بما تحمله من التطلعات الطموحة والخطط المستقبلية الواعدة إعلان مشروع المدينة المستقبلية «نيوم» الذي يعد جزءًا من المشروعات التي ستأخذ بالمملكة إلى الريادة في هذا المجال». وأضاف: «كان أمركم الكريم بإنشاء لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد لحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة بقضايا الفساد العام- تعزيرًا لمنهج الإصلاح الذي تسيرون عليه بحزم وعزم». وتابع يقول: «خادم الحرمين الشريفين ضمن مساعي مقامكم الكريم لتنمية العلاقات الدولية للمملكة قمتم - رعاكم الله - بجولة آسيوية شملت كلًّا من الصين واليابان وماليزيا وإندونيسيا وبروناي دار السلام، وقد أكدت هذه الجولة على الدور المتنامي للمملكة على الصعيد الدولي في شتى المجالات، وأبرزت مقدار الثقل السياسي والاقتصادي الذي تحظى به المملكة، وتحقق خلالها العديد من النجاحات والنتائج، كما قمتم - وفقكم الله - بزيارة المملكة الأردنية الهاشمية والمشاركة في القمة العربية التي عُقدت هناك، كما أن زيارتكم التاريخية لجمهورية روسيا الاتحادية قد أعطت بعدًا جديدًا في العلاقات بين المملكة وروسيا، وأسهمت في الدفع بها نحو شراكات استراتيجية لتحقيق ما فيه مصلحة البلدين».