«حساب المواطن» ينمي ثقافة الادخار ويقلل من هدر ميزانية الأسرة

أكد مختصون أن برنامج حساب المواطن سينمي ثقافة الادخار لدى الأسر وسيسهم في مساعدتهم على الترشيد في الاستهلاك وعدم الإسراف في هدر الموارد سواء بالنسبة للطاقة والمياه، مطالبين بضرورة تفهم الهدف الأساسي من البرنامج، لا سيما أنه سيساعد في حماية بعض الفئات من التأثيرات المحتملة للإصلاحات الاقتصادية، مطالبين المجتمع بالترشيد في الإنفاق والتقليل من الهدر وتشجيع ثقافة الادخار والاستثمار.
وأكدوا أن برنامج حساب المواطن يهدف لتقنين الاستهلاك وتوعية المجتمع بكيفية الإنفاق والحد من الهدر المالي، والحد من التأثيرات والتحديات التي ستواجه فئات محددة من ارتفاع أسعار الوقود والطاقة، والسلع والخدمات التي ستشملها ضريبة القيمة المضافة والتي سيتحملها المستهلك، بالإضافة إلى تخفيف آثار الإصلاحات الاقتصادية، ورفع كفاءة توجيه المنافع والدعم الحكومي المقدم للمواطنين، وتشجيع وتحفيز ترشيد الاستهلاك لمنتجات الطاقة.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، بندر الجعيد: «يوفر حساب المواطن الحماية اللازمة للأسر المستحقة من التأثيرات المحتمل للإصلاحات الاقتصادية، حيث إن جميع البرامج الأخيرة من ضريبة ورفع أسعار الوقود والطاقة جميعها تساهم في تنمية وتشجيع ثقافة الادخار والحد من الهدر المالي»، مشيراً إلى أن تقنين الاستهلاك ضرورة اقتصادية ملحة، لمواجهة التحديات المستقبلية، وبناء مستقبل آمن للأسرة والمجتمع.
ويرى الاقتصادي عبدالله المغلوث أن حساب المواطن يعد أحد البرامج التي تضمنها التوزان المالي، لافتا إلى أنه مطبق بأشكال مختلفة في بعض دول العالم، ويهدف في الأساس إلى دعم الأفراد «الأسر» بدلاً من دعم السلع، وهو أسلوب يستفيد منه المستحق. وأفاد بأنه سيدعم متطلبات الأسر نتيجة تطبيق عدد من القرارات والوجهات التي تهدف في الأساس إلى رفع كفاءة الإنفاق الحكومي؛ مثل تعديل أسعار منتجات الطاقة والقيمة المضافة.
ولفت إلى أهمية فهم المواطن والمستفيد لأهداف برنامج حساب المواطن وهي التشجيع على الترشيد في الاستهلاك وعدم الإسراف في هدر الموارد سواء بالنسبة للطاقة والمياه مشيراً إلى أن الإسراف الزائد هو أحد الأسباب الرئيسة لتدني كفاءة تلك المنافع وهدرها، وينبغي بأن تستمر حملات التوعية الرامية لتحفيز الفرد والأسرة على ترشيد الاستهلاك وتقنينه.
يذكر أن برنامج حساب المواطن هو برنامج وطني أنشئ لحماية الأسر السعودية من الأثر المباشر وغير المباشر المتوقع من الإصلاحات الاقتصادية المختلفة من خلال تقديم بدل نقدي مباشر للمواطنين المستفيدين ويركز البرنامج على ذوي الدخل المنخفض والمتوسط. وجاء البرنامج في شكله الراهن بعد أن أتاح توفير الدعم بشكله السابق لجميع المستهلكين بلا استثناء الاستفادة منه ومن ضمنهم ذوي الدخل المرتفع، كما أدى إلى التعامل مع جميع فئات المستهلكين بنفس الطريقة من غير التمييز بين احتياجات ذوي الدخل المحدود وذوي الدخل المرتفع كما أدى إلى إفراط بعض المستهلكين في استهلاك المنتجات المقدمة.
كما يهدف البرنامج لإعادة توجيه المنافع الحكومية للفئات المستحقة لها بالشكل الذي يؤدي إلى تشجيع الاستهلاك الرشيد ويضمن توجيه الدعم بشكل عادل للفئات المستحقة المختلفة سيتم تقديم بدل نقدي يحول مباشرة للمستفيدين المستحقين حيث تمثل الحوالات النقدية المباشرة طريقة فعالة ومعتمدة عالميا لتشجيع الموازنة والادخار.