قالت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها أمس إنه ليس المهم في قرار الرئيس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ما نجم عنه من ردود فعل عالمية على نطاق واسع -وهو ما تمثل في اعتراض زعماء الشرق الأوسط وأوروبا وبابا الفاتيكان للقرار- وإنما المهم حيال هذه الخطوة التي تعد انتهاك للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن النتائج التي من الممكن أن تترتب عليه، مضيفة انه تضامنا مع الفلسطينيين، تجمعت حشودًا جماهرية غفيرة أمام السفارتين الأمريكية والإسرائيلية في أنحاء العالم عقب صلاة الجمعة الأسبوع الماضي، احتجاجًا على القرار، فيما أدت الصدامات مع قوات الشرطة الإسرائيلية يوم الجمعة إلى مقتل اثنين من المتظاهرين الفلسطينيين وإصابة العشرات، وعبر البروفسور الأمريكي من أصل فلسطيني عبدالله معروف عن قلقه من تداعيات القرار، خاصة فيما يتعلق بعدد الدول التي من الممكن أن تنقل سفاراتها إلى القدس بعد أن أبدت الفلبين وجمهورية تشيكيا استعدادهما لنقل سفارتيهما بعد القرار الأمريكي، مضيفًا: إن زيادة الدعم الرسمي الذي تتلقاه إسرائيل من الولاياتالمتحدة سيزيد مخاوف الفلسطينيين بشأن وضع مدينتهم والقضايا المتعلقة بها، والتي تعتبر السبب الحقيقي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، خاصة ما يتعلق بالوجود الفلسطيني في المدينة (حوالى 200 ألف نسمة)، والأماكن المقدسة فيها، واستطرد معروف بالقول: إن اعتراف المزيد من الدول بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، يعني أن المسجد الأقصى سيخرج عن وضعية «الوضع الراهن»، وبما يتيح لإسرائيل فعل ما تشاء بالمسجد، كما أن زيادة النفوذ الأمريكي سيؤدي إلى أن وضع الفلسطينيين في القدس الشرقية الذين يحملون الآن إقامة دائمة، يفقدون هذه الوضعية بموجب القانون الدولي، مع الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل لا تنظر إلى المقدسيين على أنهم مواطنين فلسطينيين، وإنما تعتبرهم رعايا أردنيين يعيشون داخل إسرائيل، وتابعت الصحيفة، أنه مع تواصل ردود الفعل الدولية على قرار ترامب، وحتى مع استمرار تلقي الرئيس محمود عباس دعمًا ماليًا من الإدارة الأمريكية، فإنه لم يعد هناك أطراف فلسطينية تتحدث الآن عن خطة ترامب للسلام، ولا عن حل الدولتين، وحتى قبل الخطة، لم يبد الفلسطينيون تحمسًا نحو التحرك الأمريكي الجديد إزاء عملية السلام، بالرغم من تجاوبهم مع جهود الوساطة المصرية للسلام، واختتمت الصحيفة بالقول: والآن تعتقد كل من فتح وحماس، أن الولاياتالمتحدة تثبت من خلال الإعلان عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أنها لم تكن وسيطًا نزيهًا في محادثات السلام فحسب، بل عملت أيضًا على تخريب تلك العملية التي تبنتها.