وافق مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور «عواد بن صالح العواد»، في جلسته يوم أمس، على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة. ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة، خلال مدة لا تتجاوز 90 يومًا. وقالت الوزارة في بيان صحافي: «إن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة؛ لافتتاح دور السينما في المملكة، بصفتها الجهة المنظمة للقطاع». وأضافت: «سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة»، كما أكدت بأن «العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية، ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة». آملةً أن تُسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين، وإمكان تعليمهم وتدريبهم؛ من أجل اكتساب مهارات جديدة. قرار الوزارة أشاع حالةً من الفرح الغامر وسط السينمائيين، الذي رأوا في الخطوة «نقلة حضارية» طالما انتظروها، معددين مزايا القرار على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، مقترحين إنشاء مركز مختص يطلع بمهمة تنظيم العروض وضبط جودة الأفلام المعروضة والمنتجة على حدٍّ سواء.. جملة هذه الآراء في سياق هذا التحقيق. المالكي: سترى سينما سعودية عالمية وبوصفه صاحب أول فيلم سينمائي يعرض داخل مسرح (مناحي)؛ لذلك تحمّس الفنان فايز المالكي لهذا القرار، معتبرًا أنه «ليس بمستغرب على قيادتنا الحكيمة الرشيدة التي لا تألو جهدًا في توفير سبل العيش السعيد للشعب الأبي».. ماضيًا إلى القول: «إن الشعب السعودي متعطش للسينما بشكل كبير، فالكثيرون - كما هو معروف - يسافرون إلى الخارج لمشاهدة الأفلام السينمائية، وهذا يستنزف الكثير ماديًّا، فضلًا عن أن وجود السينما داخل السعودية يعتبر له انعكاسات ثقافية واجتماعية، دون أن ننسى تأثيره الاقتصادي على القطاعات السياحية الداخلية، لو استثمرت السينما في الداخل؛ خصوصًا وأن البلد تزخر بالعديد من الأسماء الفنية اللامعة والأصيلة، ونحن بذلك سنعمل من الآن لإنعاش السينما السعودية، وسترون بحول الله ما يسركم، هذه البداية، ومع الأيام سنرى سينما سعودية عالمية. أما المخرج والمنتج والكاتب السينمائي محمد الباشا فيقول: «نحن مُقْدمون على تحولات كبيرة في هذا المجال بعد هذا القرار؛ حيث أصبحت الفنون تلقى الرعاية الرسمية بعد انقطاع طويل، وهذا التوجه الإيجابي سيضعنا على خارطة العالم المتحضر؛ كون الحضارة مرتبطةً بالفن، وأي شعب يهمل الفنون فهو بلا حضارة؛ لأن الفنون هي الواجهة الحضارية للشعوب، ولهذا فإن تدارك الأمر بإقامة دور سينما يأتي في هذا الاتجاه الإيجابي». ويختم الباشا قائلًا: «أحمد الله وأشكره أن طموحنا أصبح واقعًا، وأصبح عملنا داخل وطننا الغالي؛ ولذلك سنبذل كل ما بوسعنا لخدمته، وأتمنى أن يكون هناك مركز مختص بالسينما يكون مرجعًا لكل ما له علاقة بالسينما السعودية، من حيث التنظيم والمرجعية وحتى في اختيار الأفلام وتنوعها». ويتفق المخرج السينمائي ممدوح سالم مع سابقيه في إيجابيات هذا القرار على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، مثل توفير الفرص الوظيفية، ودفع عجلة التنمية والترفيه.. مضيفًا: «بهذا القرار نكون قد أكملنا الفنون السبعة في السعودية؛ وقد سمعت الخبر وكنت داخل مهرجان دبي السينمائي؛ حيث حظي الخبر بردود فعل واسعة هناك؛ بسبب أن السوق السعودي يعتبر من أكبر الأسواق عالميًّا نشاطًا وحيوية، وسوقًا محفزًا سينعش السينما العالمية. ومع هذا القرار العظيم أتمنى أن يكون هناك مركز يسمى ب»غرفة صناعة الأفلام»، تهتم بكل ما له علاقة بالأفلام من تنظيم وكيفية تقديم الأفلام».