أكدت الخطب والكلمات التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على فترات متعاقبة مكانة المدينةالمنورة فى قلبه وكان الملك قد شدد على أهمية الحفاظ على الهوية الدينية والتاريخية والثقافية للمدينة المنورة من خلال المحافظة على الموروث الديني والثقافي والتاريخي الكبير الذي تحظى به المدينةالمنورة فوجه برسم الخطط والبرامج التطويرية لرسم ملامح المنظومة الثقافية مع التمسك بقيمتها الدينية والتاريخية التي ارتبطت بالسيرة النبوية، وتتصدر مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة عناية المملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا لتكون المقصد المكتمل العناصر والمقومات التي تقدم لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف وكل الخدمات المساهمة في تفرغ قاصدي الحرمين للعبادة والتعرف على التاريخ الديني والثقافي الذي تحظى به العاصمتان المقدستان. كلمة الملك سلمان في أولى زياراته الملكية إلى المدينةالمنورة «بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الرسول الأمين. يشرفني هذه الليلة أن أكون بينكم في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، في ثاني الحرمين الشريفين في المدينةالمنورة. والحمد لله كل ما رأينا يسر النفس ويذكرنا بموحد هذه البلاد رحمه الله، الذي أمن الأمن والطمأنينة في هذه البلاد. نسأل الله عز وجل أن يرزقنا شكر نعمته لما يحب ويرضى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرًا ملكيًا بإنشاء (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف) ليؤكد عنايته -رعاه الله- بالسنة النبوية وجاء إنشاء هذا المجمع الذي سيعنى بخدمة الحديث النبوي الشريف وعلومه: جمعًا وتصنيفًا وتحقيقًا ودراسة. كما وجه رعاه الله أن يكون مقر هذا المجمع بالمدينةالمنورة التي تضم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن عناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- بهذا المجمع، وعنايته الشخصية بكل تفاصيله، وإنشاء مجلس علمي على مستوى عال، يضم صفوة من علماء الحديث الشريف في العالم. كما أن أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيين أحد كبار العلماء رئيسًا للمجلس العلمي للمجمع، هو معالي الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ وهذا يعطي دلالة أخرى على عناية خادم الحرمين الشريفين بهذا المجمع الكريم. السبت 4 يوليو 2015 يولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- جل عنايته ومتابعته المستمرة لمشروعات توسعة المسجد النبوي والمنطقة المركزية، بالإضافة إلى كل الدراسات الهادفة إلى التطوير والتحسين المستمر والتي تشرف عليها عدد من الجهات الحكومية بالمدينةالمنورة، ويؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على أهمية الحرص على متابعة العمل في مشروع التوسعة الكبرى للمسجد النبوي والمشروعات المرتبطة بها، التي تصب جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين من شتى أرجاء العالم، وكذلك خدمة أهالي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وزوارها. يتمتع مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري ويرتبط تنظيميًا برئيس مجلس الوزراء، ويكون للمجمع مجلس أمناء برئاسة أمير منطقة المدينةالمنورة، ويهدف المجمع إلى المحافظة على المكتبات الوقفية وخدمتها وإتاحتها للعامة وعمل الأبحاث والدراسات وتشجيع البحث العلمي في مجال اختصاصاته، والعناية بالمقتنيات النادرة التي لدى المجمع والمحافظة عليها وعرضها متحفيًا وفق أعلى المستويات والمعايير الدولية، بالإضافة إلى الإسهام في التعريف بالتراث الحضاري العربي والإسلامي المخطوط.