أحدث لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز برئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، واستعراض الأوضاع على الساحة اللبنانية، ردود فعل إيجابية في كل الأوساط باستثناء قوى الثامن من آذار لا سيما حزب الله، التي بات من الواضح أنها مازالت تعاني توابع صدمة الاستقالة. وجاء اللقاء ليجهض كل المحاولات الدعائية والإعلامية التي روّجت لها القوى التابعة لحزب الله والتي تمحورت حول الاستقالة المفاجئة لرئيس الحكومة، متجاهلة الأسباب التي عللها الحريري في تقديم استقالته. ومن الواضح أن استمرار وتيرة تضليل الرأي العام اللبناني، يعكس مدى التخبط الذي أحدثته استقالة الحريري في صفوف محور حزب الله إلى درجة أنه لم يستسغ بعد الخطوة المدروسة التي أقدم عليها رئيس الحكومة المستقيل تماشيا مع قناعاته الواضحة بالوقوف إلى جانب الإجماع العربي الذي تقوده المملكة في وجه الأطماع الإيرانية في المنطقة. إلى ذلك، أكدت مصادر مقربة من رئيس الحكومة المستقيل إمكانية عودته إلى لبنان قريبا لتقديم استقالته الخطية لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، ولوضع حلفائه بصورة التطورات السياسية المستجدة، ومسار المرحلة السياسية المقبلة، لا سيما بالنسبة إلى معركة الانتخابات النيابية بعد أشهر قليلة من الآن، على أن يعود الرئيس الحريري إلى الرياض في حال استشرف خطر أمني على حياته لا سيما بعد الكشف عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها. بري يعود وعون ينسق في المقابل استمرت تداعيات استقالة الحريري في الساحة السياسية اللبنانية، لا سيما بعد قطع رئيس البرلمان نبيه بري لزيارته المصرية والعودة إلى بيروت ومتابعة التطورات. وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد ترأس أمس اجتماعا أمنيا موسعا حضره قادة الأجهزة الأمنية، مطالبا إياهم بالجهوزية الكاملة قضائيا وأمنيا لمتابعة التطورات، ومشددا على ضرورة التنسيق بين الأجهزة، ومؤكدا أن الاتصالات مع القيادات السياسية مستمرة لمعالجة الوضع الذي نشأ عن إعلان استقالة الحريري. المفتي يستقبل بهية ومشنوق من جهته، واصل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان استقبال الشخصيات والوفود السياسية، حيث استقبل النائبة بهية الحريري وبحث معها التطورات السياسية المحلية، ثم استقبل وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي شدد بعد اللقاء، على الإمساك بالوضع الأمني تجنبا لأي حدث يعكر البلد. وعن محاولة اغتيال سعد الحريري أشار مشنوق إلى أن «الأجهزة اللبنانية لم يكن لديها معلومات حول محاولة لاغتيال الرئيس الحريري، ولكن يبدو أن هناك جهازا غربيا موثوقا نقل هذا الكلام للحريري مباشرة». وأضاف: «لا يمكن الحديث بأي شيء قبل عودة الرئيس الحريري». فرنسا على الخط من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية «أن فرنسا أخذت علما باستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وهي تحترم قراره»، داعية جميع الأطراف اللبنانية للعمل بروح من المسؤولية والتوافق. ومضت قائلة: من مصلحة الجميع، بعد مرور عام على إعادة تسيير مؤسسات البلاد، ألا يدخل لبنان في مرحلة عدم استقرار جديدة. ولا غنى عن وحدة اللبنانيين كي يتمكن المجتمع الدولي من مساعدة هذا البلد على التصدي للتحديات العديدة التي يواجهها. وسنبقى على اتصال وثيق مع جميع اللاعبين السياسيين اللبنانيين». وأكد البيان «أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان وتؤكد مجددا دعمها لوحدة هذا البلد الصديق وسيادته واستقراره».