حينما نستحضر حديث خير البشرية نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال:"من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"، فإننا بذلك نستشعر عظم الأمن والاستقرار التي ترفل بها بلادنا الحبيبة بحمد المولى عز وجل داعينه سبحانه وتعالى أن يديم ذلك علينا وبأن تعم هذه النعمة بلاد المسلمين وبخاصة الدول المبتلاة بالفتن ما أفقدها أمنها في بلاد أسموها ظلماً ببلاد الربيع العربي، قتل فيها من قتل و شُرد فيها من شُرد وحصل في مدنها ما حصل من الدمار والخراب، ولأن مملكتنا الغالية غدت مضرب مثال يشار له بالبنان العالمي في قوة وحدة التماسك الوطني والالتفاف القيادي حتى باتت عصية على خفافيش التحريض مِن مَن بذلوا جهودهم الشيطانية للإخلال بأمننا الوطني بوسائل متنوعة ومستمرة ومنها ما بثتها سمومهم الخبيثة خلال هذه الأيام التي تحتفي بها البلاد بذكرى يومها الوطني ال83 حيث ركز هؤلاء المفلسون في نشر أجنداتهم التحريضية عبر شبكات الإعلام الاجتماعي كتويتر والفيس بوك والواتس آب وغيرها على قضايا تمس الوطن والمواطن يأتي في مقدمتها مايتعلق بانخفاض الأداء الخدمي وضعف الموارد المالية بما لا يكفي الحاجة، وبرغم إدراك الجميع بأن حقيقة هذا التحريض لا يستهدف الإصلاح بقدر ما يخطط لإثارة الفوضى لتحقيق مصالح شخصية مبنية على زعزعة استقرارنا وهم بذلك واهمون وسيظلون كذلك بحول الله، لكن الأمر الذي يدعو للافتخار هو ما سطرته الكلمة الاحتفائية لسمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز حيث كانت سيفاً بتاراً قطع رقاب أفكارهم الموجهة لتأليب للرأي العام السعودي حين أبان سموه بكل شفافية بأن الدولة تتلمس مواطن القصور في قضايا الإسكان وتوفير فرص العمل والرعاية الصحية وجودة التعليم وكفاءة عمل الأجهزة مطالباً سموه المواطنين بمنح الوقت وباستمرارية النقد الوطني البناء وبالمشورة والرأي ومحدداً المعيار بالأداء والإنتاج بعيداً عن الشعور الإحباط، إن كلمة سمو ولي العهد لتؤكد على ضرورة أن تُضاعف الجهود الحالية والمستقبلية للجهات ذات الارتباط بشؤون المواطنين لتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في معالجة تلكم القضايا والتغلب على تحدياتها المعاصرة، مع الأخذ بالاعتبار الأهم والأولوي للأدوار التربوية المنتظرة لوزارة التربية والتعليم لبناء المواطنة الصالحة في نفوس الطلبة والطالبات وغرس مفاهيم الإنتاجية من منطلق تفاؤلي يرنو إلى مستقبل أفضل للوطن ومتعاطياً مع المستجدات التربوية الحديثة في ظل المتغيرات المتسارعة، وفي اعتقادي لو تحقق ذلك بالشكل العلمي الممنهج، فإننا حتماً حققنا أمنا تربوياً ينشئ جيلاً يستشعر بأن وطنه هو قلبه النابض بالحياة ولن يسمح لكائن من كان أن يمس قلبه بأي شكل من الأشكال، وسيخبر العالم أجمع بأن أمننا الوطني أغلى من بترولنا. * مستشار وباحث نفسي في قضايا الأمن الفكري