بارك المؤرخ الرياضي الدكتور أمين ساعاتي قرار هيئة الرياضة بإلغاء لجنة توثيق البطولات ونتائجها، وتحويل التوثيق للاتحادات الرياضية، فقال الدكتور ساعاتي: في كل بطولات العالم الذي يكتب بطولات الأندية هي الأندية نفسها، والذي يصادق على البطولات ويعتمدها هي الاتحادات الرياضية، والفيفا يصدر في كل شهر بيانًا بترتيب المنتخبات على مستوى العالم، وكل المنتخبات لها حق المراجعة، ولكن في النهاية يجب الانصياع لقرار الفيفا النهائي. وأضاف: إن لجنة التوثيق ألغيت منذ بدايتها، ومثلنا العربي البليغ يقول: «فاقد الشيء لا يعطيه»، فمجموعة لجنة التوثيق ليس لها علاقة بتاريخ كرة القدم، فرئيس اللجنة متخصص في كرة اليد وليس له أطروحات أو مساهمات في تاريخ كرة القدم الرياضي، كما أن ما تم التوصل إليه والإعلان عنه من قبل اللجنة يؤكد بأن اللجنة لا تستطيع أن تقوم بمهمة التوثيق الرياضي الكفء والمنصف. وتابع: أهم شيء في كتابة التاريخ الرياضي الكفاءة والخبرة والمنهج العلمي في الطرح والتحليل، أما الاجتهاد الشخصي القاصر مع غياب الكفاءة والقدرة على الوصول إلى المرتكزات التاريخية سيفقد المكلف بالبحث القدرة على الوصول إلى موضوعية الكتابة التاريخية، ويجب الإشارة إلى أن تاريخنا الرياضي مرصود، ولكن يحتاج إلى تنظيم وإعادة هيكلة حتى تتسع الأحداث وتعبّر عن الحقائق التي ينعم بها تاريخنا الرياضي الجميل. وأضاف الدكتور الساعاتي: الفكرة التاريخية الأساسية هي طرح الحقائق والوقائع التاريخية لا إلغاءها، لأن إلغاء الوقائع هي ممارسة سلبية تجاه علوم التاريخ.. التاريخ لا يعترف بإلغاء الوقائع، بمعنى أي واقعة طالما حدثت في الواقع فيجب رصدها ثم تحليلها، أما إلغاؤها فهو عمل غير تاريخي، إذا كانت الواقعة سلبية يجب إبانة سلبياتها، وإذا كانت الواقعة إيجابية فيجب إبانة ايجابياتها. ولكن الملاحظ على نتائج أعمال لجنة التوثيق المنحلة هو أنها تغير على الأحداث بالإلغاء والشطب، دون مراعاة لأهمية الأحداث التاريخية.. اللجنة المنحلة وبدون تردد ألغت بطولات رسمية حكومية ومعتمدة بمبررات غير رسمية، ومنحت أندية بطولات غير مبررة، بينما سرقت من أندية أخرى الكثير من البطولات. ووجهة نظري أن تاريخنا الرياضي لا يجب حصره في كرة القدم فحسب، بل يجب أن يشمل كل الألعاب الرياضية، وكذلك يجب أن يشمل تاريخ التنظيم الإداري سواء الحكومي أو الأهلي، ويجب أن يتضمَّن تاريخ الإعلام الرياضي، والتحكيم، والتدريب، وتاريخ الأندية الرياضية.. زخم هائل من الأحداث والوقائع التاريخية اللافتة والهامة. أكرر أهم حاجة في الكتابة التاريخية هو المنهج التاريخي والعلمي في الكتابة حتى يصل المؤرخ في النهاية إلى قوانين وسنن تمكنه من الابتعاد عن الزلل والخلل في التحليل والدراسة. واختتم الدكتور المؤرخ الساعاتي حديثه بالقول: أقصد أن لجنة التوثيق المنحلة صدرت دون غطاء قانوني، بل صدرت بقرار اجتهادي، ولذلك فإن قراراتها غير قانونية وغير ملزمة، ولذلك أنا طالبت الأندية في ذلك الوقت بعدم الانصياع لقراراتها، بل طالبت الأندية برفض نتائج أعمالها لأنها لجنة غير مكتملة الأهلية والقانونية.