اقترح عدد من التربويين وأساتذة علم النفس والاجتماع أن تحتذي الجمعيات الخيرية التي تنفق الأموال في توزيع المياه والأطعمة تجربة تعليم مكة الرائدة بإنشاء دار حضانة للأطفال بالمشاعر المقدسة ولو بأسعار رمزية توفر الخدمة الجيدة للأطفال الذين يحجون مع أسرهم ويتغرضون للكثير من المصاعب مشيرين الى ان هذه الدور ستقدم خدمة جيدة للاطفال وتوفر فرصًا وظيفية للفتيات السعوديات بالحج وقالت الاختصاصية الاجتماعية غزيل العتيبي»لا أنصح أيّ أسرة باصطحاب أطفالها أثناء موسم الحج، فالموضوع لا يتوقف عند حد العناء، بل إنَّ أضراره أبعد من ذلك، سواء من الناحية الأمنية أو الصحية». مبينة ان فكرة إنشاء دور الحضانة فكرة جيدة لمن لديه اطفال صغار وليس لديه من يعولهم ورعايتهم خلال ايام الحج واوضحت المدربة سون سعد الاسمري انها ادت الفريضة هذا العام وشاهدت بنفسها كل التنظيم والترتيب..والدقة والإتقان في تفويج الحشود بطريقة مدروسة ؛ إلا أن الإعداد الكبيرة والهائلة لحج هذا العام والتي تجاوزت المليونين..تشكل جهدا كبيرا على رجال الأمن ورجالات الدولة المسخرين لخدمة ضيوف الرحمن..وقد شاهدت بنفسي (تفلت) الأطفال من ذويهم في مشعر منى تحديدا..بسبب رمي الجمرات..والوقوف بعد الجمرتين الصغرى والوسطى للدعاء..ثم المكوث إلى منتصف الليل..شكل ضغطا كبيرا على الأطفال..مما سبب لهم الضيق والضجر.. وبين الدكتورة سحر سبهاني أن الحج فريضة على كل مسلم ومسلمة وطبعا الكل لايخفى عليه معاناة المرأة المرضعة مبينة ان وجود دار حضانات بالمشاعر تكون عونا لأولياء الأمور، هو أمر في غاية الاهمية لأن بعض الاسر تضطر لاصطحاب اطفالها معها طوال رحلة الحج داخل المشاعر وهذا يشكل عبئا كبيرا عليها ويصرفها عن التفرغ الكامل للعبادة مشددة على اهمية ايجاد دار حضانة وفق ضوابط محددة من ناحية الأمان وتلوث الاجواء بسبب كثافة الحجاح. واوضحت المربية عبير فكيرة ان الجمعيات الخيرية النسائية من الممكن ان تتولى تجهيز دور حضانة بالمشاعر المقدسة بكل التجهيزات اللازمة بالتعاون مع شركات ومؤسسات حجاج الداخل التي تحصل على ارباح طائلة خلال موسم الحج شريطة ان يعمل بها متخصصات مؤهلات من الفتيات السعوديات اللاتي يتطلعن للمساهمة في خدمة ضيوف الرحمن وبين الدكتور على السويهري استاذ على النفس ان بعض الاسر من حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين تضطر الى اصطحاب اطفالها معها خلال موسم الحج في ظل عدم وجود من يقوم برعايتهم رغم حرارة الاجواء بالمشاعر المقدسة واكد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة الاسبق سعد جميل القرشي ان شركات ومؤسسات الداخل من الممكن ان توفر دور حضانة وتجهزها وفق افضل المواصفات في حال وافقت الجهات المختصة على ذلك وتوفير مكان ثابت داخل مشعر منى لهذه الدور. وكانت وزارة التعليم ممثلة بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة قد اطلقت خلال موسم حج مبادرة «الروضات والحضانات الموسمية» بشراكة مع المجلس التنسيقي لحجاج الداخل، وحظيت المبادرة برعاية من وزير التعليم، الدكتور أحمد محمد العيسى، وقال مدير عام التعليم بمنطقة مكةالمكرمة محمد بن مهدي الحارثي- المشرف العام على المبادرة-، أنه من واجب أسرة التعليم استقبال أطفال الحجاج وتقديم برنامج تعليمي صحي يضمن رعاية أطفالهم؛ حتى يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وتجنبًا للمشقة التي يجدها الحاج أو الأطفال في التنقل بين المشاعر والجمرات والحرم عبر توفير مراكز مجهزة بكوادر متخصصة ومدربة بأعلى وسائل السلامة.