أكد الباحث الفرنسي «تيري ميسان»، أن قطر تمثل أداة مهمة في أيدي القوى الاستعمارية الجديدة؛ من أجل تدشين حقبة لها في المنطقة. وأشار في بحث نشرته عدد من الدوائر ومراكز الأبحاث المهتمة بالشأن السياسي، إلى أن الحقبة الجديدة من الاستعمار، ترتب لها عدد من القوى، التي لا تريد الظهور في صدارة الأحداث خلال هذه الفترة؛ لكي لا تضطر إلى الانجرار وراء معركة مسلحة، إذ إن هذه القوى باتت على يقين من أن تفتيت المجتمعات، وضرب استقرارها من داخلها، هو السبيل لاحتلالها، ونهب ثرواتها، من دون الدخول في مواجهات عسكرية تقليدية، تجاوزها العالم حاليا، ولم تعد مقبولة. الدوحة مخلب استعماري قال الباحث: إن فترة التراجع الاقتصادي التي أصابت العالم المتقدم، خلال السنوات القليلة الماضية، نبهت القوى الاستعمارية، إلى أنه لا غنى لها عن ثروات الشرق الأوسط، الأمر الذي دفعها لتسريع وتيرة الخطط الاستعمارية، التي تعيدهم إلى المنطقة، وتمكنهم من نهب مقدراتها، دون خوض حروب تقليدية، تثير في نفوس الشعوب حمية الدفاع عن الأرض. قطر حاضنة للفتنة والشائعات لفت إلى أن الدول الاستعمارية اطلقت قطر، لتنفيذ مخططات محددة، أهمها إثارة الفتنة في المجتمعات العربية، بدعم الإرهاب، من جهة، وكذلك نشر الشائعات ضمن حروب الجيلين الرابع، والخامس بواسطة الإعلام، وبالشكل الذي يدمر رويدا رويدا ثقة الشعوب في نفسها، وقياداتها، وتزرع الفتنة الداخلية، طائفيا وسياسيا، بين فئات المجتمع؛ لتصل في النهاية إلى الانهيار الذاتي والتفكك الداخلي. واعتبر الباحث الفرنسي الشهير، أن الدور القطري يصب منذ بدايات ما أطلق عليه الربيع العربي، في مصلحة عليا حقبة جديدة من الاستعمار، مبنية على صفقة سرية بين قطر الدول الاستعمارية، تلعب فيها قطر هذا الدور الدنيء، مقابل ما تتصور أنه دور سيسمح لها به، من قبل هذه القوى تكون بموجبه شرطي العالم في الشرق الأوسط، وممثل المنطقة أمام العالم. نشرت التطرف بالربيع العربى بحسب «ميسان» فإن الدوحة جعلت زمن الربيع العربي، فرصة لنشر التطرف؛ بتمويلها جهود الإخوان، لرئاسة مصر، ثم محاولتها إلحاق الضرر بشرعية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فضلا عن تمويل تسلح الجماعات المتطرفة في ليبيا، وسوريا، بشكل مباشر. دور خفي لصالح إيران بالنسبة لإيران كانت قطر تحقق لها، بحسب «ميسان»، أكثر مما كان يطمح إليه الخميني نفسه، بمعنى انهيار العالم العربي، لا سيما دوله المركزية، عن طريق تفكيك الجيوش العربية، إضافة إلى التطبيع الشامل والكامل، مما يسمح للملالي باختراق المجتمعات العربية. ويتساءل الباحث هل باتت قطر بسياساتها وساستها إشكالية مزمنة في الجسد العربي عامة والخليجي منه بنوع خاص؟ لا سيما بعد التصريحات الأخيرة للأمير تميم عن العلاقات مع إيران، ورؤيته السلبية لجيرانه من دول الخليج، عطفا على التصريح بالعلاقات الجيدة مع إسرائيل؟.