التطرف الغربي (اليوروامريكي) أصبح مسكوتاً عليه، واما التطرف العربي الغربي او التطرف الإسلامي الغربي فقد أصبح - بكل اسف- شماعة يستند عليه في أية عملية عنف في بلدانها لعدم وجود (لوبيات) عربية وإسلامية قوية تبرز ان هناك قوى يهودية مدعومة مالياً وعسكرياً مدسوسة في داخل مجتمعاتها هدفها ابراز شعوب المنطقة العربية والعالم الإسلامي بغير ما يتميزون به من طيب وتسامح لا سيما أنهم قد فشلوا فشلاً ذريعاً في تسويق بضاعتهم الفاسدة التي بدأت بحرية التعبير عن الرأي، واحترام حقوق الإنسان، والديمقراطية إلى آخر قائمة المسوغات التي تهدف الى الهيمنة وبسط النفوذ والسيطرة على حدودها ومواردها وثرواتها الوطنية. والمدهش ان بعض الانظمة استبشرت خيرا، وفتحت ذراعيها على مصراعيها لادخال ما يدور في العقلية الغربية من مرامٍ استعمارية محضة، ولكن النموذج العراقي كشف -بكل وضوح- مدى هيمنة جنرالات الكيان اليهودي في فلسطين العربية المحتلة، وتضليل دول في الغرب، وايهامها بامتلاك النظام العراقي -آنذاك- اسلحة كيماوية -كما تفعل حاليا مع برنامج ايران السلمي النووي- فتم هدم وطمس الهوية الحضارية والبنية الثقافية للعراق عن طريق نهب المكتبة (التعليمية) والالكترونية للاكاديمية العراقية التي تأسست عام (1368ه-1948م)، وكذلك نهب متاحف العراق، وحرق المكتبات واغتيال الاكاديميين المتخصصين في علوم الفيزياء والكيمياء والذرة والرياضيات بالاضافة الى رواد الفكر في العراق، ولم يتم ذلك من قبل جنود طائشين أو عصابة لصوص، وانما من قبل مرتزقة يهود تحت مظلة القوى الغربية والامريكية، وهي التي عرفت بخطة (الفوضى) الخلاقة (الشيطانية) الشريرة التي تنص على اطلاق فوضى عامة عارمة واسعة النطاق تحدث زلزالا هائلا في البنى الثقافية والاجتماعية والسياسية ثم في خضم هذه (الفوضى) تتخلق مجتمعات وانظمة جديدة! وكان يراد تطبيقها على مستوى المنطقة العربية كلها الا ان المقاومة الشرسة لقوى الاحتلال، وسقوط ضحاياه وخسائره الفادحة في المعدات والآلات الحربية، وظهور الصحوة الشعبية في دول المنطقة مناهضة لما حدث في العراق من دمار وتخريب ونهب، ووعي الانظمة ان قوى الاحتلال هدفها احلال انظمة بديلة، فالتصدي والمواجهة الحل الوحيد لانقاذها من براثن الاستعمار الجديد. وفشل الغرب برمته في اقناع المنطقة العربية والعالم الإسلامي ان العادات والتقاليد والاعراف قد ولى زمانها وحان الوقت للاخذ بالقيم والمثل والاخلاق الغربية، ففيها الغنى والثروة والرفاهة انساق- بكل اسف- بعض السقاط الى هذه الشعارات الغربية الجوفاء. وفشل الغرب عن بكرة ابيه في اقناع المنطقة العربية والعالم الإسلامي ان لليهود حقوقاً في فلسطين العربية المحتلة باعلان يهودية الكيان الاستيطاني (اليهودي) الاسرائيلي في فلسطين العربية المحتلة. ولكي لا نذهب بعيدا عن (التطرف) مصدره الاساسي (الغرب) المناوئ للمسلمين والمحارب لتعاليم الإسلام وشريعته الغراء، فتكريم (سلمان رشدي) صاحب الآيات الشيطانية من قبل ملكة بريطانيا،وتكريم رسام الرسوم المسيئة لرسول الإسلام محمد عليه افضل الصلوات واتم التسليم من قبل رئيس وزراء المانيا الاتحادية،كما ان تكريم جنرالات وقيادات الكيان اليهودي الاستيطاني في فلسطين العربية المحتلة بمنحهم جائزة نوبل بين الحين والآخر دليل لا يقبل الشك او الارتياب ان الغرب اليورواسكندنافي الامريكي ماض قدماً لخلق (التطرف) من اجل تأجيج مشاعر ونفوس المسلمين في انحاء العالم ضد الغرب ليبدأ الصراع كمدخل لمحاربة الإسلام والمسلمين وطقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم واعرافهم المنبثقة اساساً من الشريعة الإسلامية الغراء.