يحل عيد الأضحى، اليوم الجمعة، بينما تجد ملايين الأسر اليمنية نفسها على شفا مجاعة، فيما أصبحت طقوسه، التي كانوا يعيشونها من شراء أكثر من خروف للعيد وإعداد أصناف الكعك والحلويات، مجرد ذكريات ويأتي ذلك بسبب الانقلاب الحوثي الصالحي على الشرعية وارتمائه في الحضن الإيراني، فضلا عن تدهور الأوضاع في كل القطاعات، ولا سيما القطاع الصحي، جعلت الحرب أكثر من 20 مليون يمني (من أصل نحو 27.4 مليون نسمة) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأممالمتحدة. عزوف عن الأضاحي طيلة الأيام السابقة على العيد عجت غالبية شوارع العاصمة صنعاء بتجمعات صغيرة للمواشي، كموسم سنوي اعتاد عليه تجار ومزارعون لبيع أكبر عدد من الماعز والخرفان، لكن السوق شهد ركودا غير مسبوق. وقال تجار في سوق «نقم» الشهير في صنعاء، إن هناك عزوفا كبيرا من قبل اليمنيين عن شراء خروف العيد؛ بسبب تدهور حالتهم الاقتصادية، وارتفاع الأسعار مقارنة بالأعوام الماضية. أرجع، خالد يحيي، وهو تاجر مواش، سبب العزوف إلى «ارتفاع أسعار المواشي بشكل جنوني وغير مسبوق». وتابع يحيي: «نشتري أغلب المواشي (أغنام وأبقار) من خارج البلاد، وخصوصا من (دول) القرن الإفريقي.. نشتريها بالدولار الأمريكي، والعملة الأجنبية هنا تشهد ارتفاعا كبيرا مقابل تدهور العملة المحلية (الريال)».. وأوضح أن «العجل الذي كان يتم شراؤه العام الماضي بنحو 400 دولار، أي نحو 90 ألف ريال يمني، ارتفع هذا العام إلى قرابة 150 ألف ريال، مع تجاوز سعر الدولار الواحد 370 ريالا». دواجن في العيد تجبر الحرب والظروف الاقتصادية ملايين اليمنيين على تناول لحم الدواجن بدلا من الخرفان في عيد الأضحى، فالدواجن في متناول أكبر شريحة من اليمنيين، فيما يلجأ البعض إلى شراء لحم الخروف بالكيلو جرام.. ويتراوح ثمن الدواجن في السوق اليمني بين 1480 و1850 ريالا، (ما بين 4 و5 دولارات)، فيما يبلغ سعر الكيلوجرام الواحد من لحم الخروف 3000 ريال (نحو 8 دولارات). شراء اللحوم بالكيلو قال محمد البعداني، وهو موظف حكومي، ويعمل في مجال الإغاثة، إن «الأضحية باتت لمن استطاع إليها سبيلا، فملايين اليمنيين لا يستطيعون توفير قطعة الخبز، وليس قطعة لحم، وبالتالي لن يكونوا قادرين حتى على شراء الدواجن».