صادق مجلس الشورى الإيراني بموافقة 240 عضو من اصل 244 حاضرين، أمس الأول، على تخصيص 260 مليون دولار لدعم المنظومة الصاروخية الإيرانية، و260 مليون دولار لدعم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن العمليات العسكرية الإيرانية خارج الحدود، و260 مليون دولار لتنفيذ مشروعي الدفاع النووي وصناعة المحركات التي تعمل بالوقود النووي، وذلك في إشارة واضحة إلى نوايا إيران التوسعية وجهودها في مواصلة أعمالها الإرهابية عن طريق زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال الإخلال باتفيات السلام الموقعة حول برنامجها النووي واستمرارها في دعم العمليات العسكرية خارج حدودها السياسية وهو ما نلمسه في العراق وسوريا ولبنان واليمن دون أدنى نيَّة لتغيير سلوكها وتدخُّلاتها في دول المنطقة، مغلفة سياستها التوسُّعية بغلاف آيديولوجي، وفي أوقات أخرى تبرِّرها بمحاربة التنظيمات التكفيرية في المنطقة، والتصدِّي للإرهاب بإرهاب أكبر وفكر ملوث ومهدي منتظر. فيلق القدس فيلق القدس أو قوة القدس: هي وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني، مسؤولة عن عمليات خارج حدودها السياسية. المسؤول الأول لفيلق القدس هو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي. قائدُها الحالي هو قاسم سليماني، ونائبه هو اسماعيل قاآني. الدقة تشكل الدقة نقطة خلاف أخرى. فوفقًا للمعلومات غير السرية، من غير المعروف بشكل رسمي الخطأ المحتمل للصواريخ الإيرانية متوسطة المدى، ولكن يُعتقد أن دقة صاروخ «شهاب 3» أكبر بكثير من الدقة التي تتوقعها مصادر غربية والتي تبلغ 2,500 متر، وهي في الواقع أقرب إلى 250 مترًا. مع الأخذ بعين الاعتبار تاريخ إيران الطويل من التصريحات التي لم يتم التحقق منها حول أجهزتها العسكرية، أعلنت إيران عن إحراز تقدم ملحوظ في أنظمة التوجيه والتحكم من خلال الجمع بين أنظمة الملاحة بالقصور الذاتي مع تقنية الملاحة الفضائية بنظام غلوناس/ نظام التموضع العالمي والجيروسكوبات المضبوطة بشكل ديناميكي. كما تزعم إيران أنها صممت ونفذت أنماطًا مختلفة من أنظمة التوجيه، التي من الممكن أن تتوصل إلى خطأ دائري محتمل يقل عن 10 أمتار. التقنية المحلية احتفلت طهران مؤخرًا ببرنامج صواريخها الذي أصبح «محليًا بشكل كامل»، كما كشفت وثائق إيرانية تم تسريبها عن وجود خطة مع روسيًا يعود تاريخها إلى عام 2004 لاختبار إطلاق طوربيد «شكفال» الصاروخي ذو السرعة العالية والتجويف الكبير في مياه الخليج العربي. كما كشفت الوثائق بالتفصيل عن خطة إيرانية وضعت في عام 2009 تدرس بموجبها «منظمة الصناعات الجوية الفضائية» بوزارة الدفاع الإيرانية هذا السلاح المتطور وتعكس هندسته في النهاية. وفيما تحتاج إيران إلى سنوات لتطوير صواريخ أكثر تهديدًا لكن يبدو أنّ قيادتها تكرّس نفسها لمتابعة هذه الإمكانيات وهذا لا يبشر باستقرار المنطقة. الحمولة يريد العالم أن يتأكد من أن إيران لا تقوم بتسليح صاروخ أو أي منصة أخرى برأس حربي نووي بأي شكل من الأشكال أو بأي نوع. ولم تتمكن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» و«مجموعة الخمسة زائد واحد» حتى الآن من توضيح التقارير حول جهود التسليح الإيرانية، بما في ذلك تصميم رأس حربي نووي صغير بما يكفي ليتناسب مع الصواريخ الباليستية، وللحصول على مثل هذه القدرة، ستحتاج إيران إلى اختبار عدة تصاميم لرؤوس حربية وزنها 1,000 كلغم على الأقل وتتمتع بأبعاد مناسبة لتنقل عبر الصواريخ وهو ما تسعى إليه حاليًا في تجاربها البالستية. منظومة الصواريخ تمتلك إيران أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية في منطقة الشرق الأوسط، وتشمل هياكل إنتاجها كادرًا من المهندسين والفنيين المحليين الذين يعملون في إطار «منظمة الصناعات الجوية الفضائية» بوزارة الدفاع الإيرانية، والتي لديها أكثر من عشرين شركة تابعة لها، منذ عام 1993. ويُعرف «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني بأنه فرع المنظمة الأكثر نشاطًا في مجال التطوير وأكبر المستخدمين النهائيين، وخاصة في السنوات الأخيرة عندما أنشأ مركز أبحاث للصواريخ والفضاء الخاص به لتعزيز أنشطة الصواريخ. وقام «الحرس الثوري الإسلامي» بعد ذلك بدمج المركز مع منظمة «جهاد الاكتفاء الذاتي» الخاصة به. إضافة إلى ذلك، تُوفر أربع وعشرين جامعة على الأقل في إيران دورات دراسية في هندسة الطيران المتقدمة، ووفقًا لنظام تصنيفات المجلات العلمية، كتب الإيرانيون عام 2013 مقالات أكاديمية حول هندسة الطيران أكثر من الروس، على الرغم من حكم إيران الذي يمنع الباحثين العاملين في المشاريع العسكرية من نشر مقالات في المجلات الدولية. وتعتمد إيران، بقوتها الجوية المنحطة وقدراتها البحرية الرمزية في المياه، بشكل كبير على الصواريخ الباليستية على تحقيق ضربات طويلة المدى. لذا، لم يكن من المفاجئ أن يقوم وزير الدفاع الإيراني باستبعاد قيام أي مفاوضات حول ترسانة الصواريخ الإيرانية، وهو موقف اتخذه مرارًا وتكرارًا قادة «الحرس الثوري الإسلامي» الآخرين. النشأة أُنشِئ فيلق القدس في حرب الخليج الأولى كوحدة خاصة من قوات حرس الثورة الإسلامية. وذلك أثناء وبعد الحرب، وقد دَعمت هذه الوحدة الأكراد في حربهم ضد صدام حسين. كما وَسع من عملياته إلى أفغانستان، ووفقا لوثيقة 1998 لإتحاد العلماء الأمريكيين، ذكر فيه أن التركيز الأساسي لفيلق القدس هو تدريب الجماعات الإرهابية الأصولية الإسلامية، ودعم حركات التحرر، التي تُحافظ على بناء اتصالات مع مُنظمات المُقاومة الإسلامية تحت الأرض في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفي يناير 2010، وفقًا لمركز أبحاث أمريكي، تم توسيع مهمة فيلق القدس جنبًا إلى جنب مع حزب الله اللبناني لبدء حملة جديدة من الهجمات التي تشمل هيئات دولية. المدى أعلنت إيران أن سقف قدرات صواريخها أرض- أرض يبلغ 2,000 كلم، ويفترض أن ذلك جاء بأمر من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ونفى قادة إيران بصراحة أي مصلحة في تطوير صواريخ بعيدة المدى، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمكن أن تصل إلى مدى 5,500 كلم وما يتعدى ذلك، على أساس أن هذه الصواريخ لا تندرج في إطار العقيدة الدفاعية العسكرية الإيرانية. ومع هذا، تبرز أدلة تشير إلى عكس ذلك. إذ إن قائد «القوات الجوية الفضائية» في «الحرس الثوري الإسلامي» أعلن مؤخرًا عن أن إيران لم تتوقف عند مدى 2,000 كلم، واستمرت في تطوير صواريخ ذات مدى أطول «من دون أي قيود». كما تفاخر في مناسبة أخرى بأن «القوات الجوية الفضائية» سترد على أي عدوان ضد إيران.