أكدت دراسة عالمية حديثة أن كل أوجه القصور والتشوهات التي انتهى إليها مشروع الإسلام السياسي انعكست في التناول الإعلامي الإخواني وإعلام الجزيرة في أزمة مكافحة إرهاب الدوحة، مشيرة إلى أن هذا التيار ليس على استعداد مطلقًا لرؤية الواقع كما هو، وحتى خسائره الواضحة في مؤشرات ظاهرة تؤكد شذوذ أفكاره، لافتة إلى أنها بالنسبة له مؤشرات على قرب النصر، وأن ذلك يجعله لا يحلل أسباب انتكاساته وهزائمه مطلقًا لأنه ليس لديه وقت مع قفزاته المستمرة للأمام هربًا من السلطات أو الواقع، وهو لا يستفيد من أي خطأ. مواجهة وتجفيف وقالت الدراسة إن ما يمكن طرحه من أفكار لمواجهة وتجفيف هذا النمط من الإعلام هي أفكار لا تتعلق بجوانب فنية ومهنية «رغم أنه يمكن إيراد العشرات منها»، فأمام ماكينة الجزيرة وقنوات التحريض، تسقط كل الرهانات على تصحيح الاختلالات المهنية، لأن المسألة تتجاوز المهنية، ذلك أن ما يخدم إعلام الجزيرة أنه يدور في فلك مشروع سياسي وديني أكبر، تعمل عليه منذ عقود قوى وشبكات وحواضن دينية وسياسية متعددة الأشكال والأوجه في مختلف الدول، وهو أمر لا يجعل خوض المعركة مع هذا النمط من الإعلام منحصرًا في نطاق المهنية. وأشارت إلى أن كل ذلك يجعل كسب المعركة مع الجزيرة ونسخها وطبعاتها التركية يرتكن بالأساس على خوض المعركة الأكبر لأجل استنهاض الوضع العربي العام. أخطاء التحالفات القطرية وعن كيفية تحسين الإدارة الإعلامية للأزمة مع قطر؟ أشارت الدراسة إلى أن النقطة الأساسية التي كشفت عنها الأزمة، هو أنه على الرغم من تشوهات وأخطاء مشروع التحالف القطري- الإخواني، واستغلاله أوضاع الواقع العربي كأرضية يوظفها في نشر أفكاره ودعايته، إلا أن استمرار هذا التحالف يعني استمرار انقسام عقلي ووجداني في الشخصية العربية، وهو ما يعني أيضًا استمرار احتضان قطر لمشروع لن يهدأ له بال إلا إذا أكمل الانقضاض على الدول والمجتمعات، وهو مشروع يوظف الوضع العربي ويستغله لأجل استمرار الوجود، ولا يمكن مواجهة هذا المشروع إلا بأفكار جديدة وعلى خطوط متوازية تخرج إعلام الدول الأربع من إسار السراديب والحواري الإعلامية. ودعت دراسة د. معتز سلامة،رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية ومدير برنامج الخليج العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بعنوان «كيف يمكن مواجهة إعلام «الجزيرة»؟ الإعلام العربي إلى عدم حصر نفسه في الرد على مشروع قطر والجزيرة، وإنما إطلاق التفكير بشأن سبل مواجهة «غول» الإعلام الأيديولوجي ومقولاته المعززة للكراهية والتحريض،من خلال خوض مواجهة لا متماثلة،،مشيرة إلى أن هذا النمط من الإعلام سوف يستمر طويلا،لافتة أنه حتى لو افترضنا أن الأمير تميم قرر إنهاء تحالفه مع الإخوان والرضوخ للشروط ال13 وإغلاق القناة، فإن هذا الإعلام نفسه سينقلب عليه، وقد يواجهه بأضعاف المرات مما يواجه به الرباعي العربي الآن، لأن هذا الإعلام أصبح يدور في شبكة مفاهيم مغلقة لا تسمح بدخول أفكار جديدة داخل الجيتو العقائدي الخاطئ.