قصتها عجيبة، انتصر فيها الإصرار على التراجع، والقصة فيها عبرة التحول الكبير الذي يجتاح العالم من شرقه وغربه، ففي أقل من 18 سنة بدلاً من أن تكون مطرودة من البرلمان، تصبح نائباً فاعلاً فيه، وتُعيَّن سفيرة لبلادها، حيث عينت وزارة الخارجية التركية، النائبة في البرلمان مروة قاوقجي، سفيرة لها في ماليزيا. من هي السيدة المثابرة مروة قاوقجي؟ مروة سيدة تركية من مواليد أنقرة عام 1968، من أسرة محافظة، وخضعت لضغوطات كبيرة بسبب التزامها بالحجاب منذ سنوات الدراسة، حيث اضطرت لمغادرة كلية الطب في جامعة أنقرة حينما كانت في السنة الثانية، بسبب قانون منع ارتداء الحجاب. لم تخلع مروة الحجاب، بل هاجرت على إثر ذلك مع عائلتها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث توجد المرونة لقبول المتحجبات هناك في الجامعات، وحصلت على البكالوريوس تخصص هندسة الحاسوب بجامعة تكساس، بتفوق. بعد تخرجها عادت إلى تركيا وانضمت إلى حزب الفضيلة، وشغلت منصب رئيسة قسم العلاقات الخارجية، وفي عام 1999 انتُخبت قاوقجي نائبة في البرلمان التركي عن حزب الفضيلة، لكنها طُردت من البرلمان بسبب حجابها، حيث كانت تسيطر عليه الأحزاب العلمانية، وحُرمت من ممارسة السياسة لمدة 5 سنوات، وسُحبت منها الجنسية التركية. عادت قاوقجي مجدداً إلى الولاياتالمتحدة كلاجئ سياسي، وواصلت تحصيلها العلمي، لتنال الماجستير في الإدارة العامة بجامعة هارفارد، ثم درجة الدكتوراة في قسم العلوم السياسية من الجامعة ذاتها، وعُينت عضوة في الهيئة التدريسية بقسم العلاقات السياسية في كل من جامعة جورج واشنطن وجامعة هارفارد، وصُنفت ضمن قائمة أكثر 500 شخصية إسلامية مؤثرة الصادرة عن جامعة جورج تاون الأمريكية. # القيادة_نتائج_لا_تصريحات بعد عشرين عاماً، ستندم على الأشياء التي لم تفعلها، أكثر من تلك التي فعلتها.