حملت حقيبتي برفقة زملائي إعلاميي القريات تلبيةً لدعوة نائب أمير الجوف للالتقاء بسموه غير مبالين بمسافة تقترب من ال800 كلم ما بين العاصمة الادارية سكاكا ومحافظتنا تدفعنا فرحة الالتقاء بسموه وتهنئته بتعيينه نائبًا لأمير الجوف. كانت فرصة لنقل ما ظننا بأنه يخفى على سموه ولنسلط له الضوء على هموم المنطقة ونكشف له بعض ما كان عائقاً أمام مواكبة التطور في بعض الجوانب التنموية. أتينا وبجعبتنا الكثير لنستعرضه أمام نائب أميرنا الجديد. فوجدنا رحابة الصدر الشمالي في مجلس سموه بإعطائه الفرصة للجميع للحديث وبعدها يحين دوره ليبهرنا بصراحته التي كشفت وعرَّت واقع الاعلام بالجوف فقد كشف لنا بعين الرقيب بأن «هنالك خللاً وضعفاً يجب ان نعترف به واذا لم نعترف به لن نستطيع علاجه» قاصدًا بذلك تغييب أهم ما تشتهر به المنطقة من آثار ومنتجات وفعاليات عن المشهد الإعلامي، مدللاً على ذلك بأنه تفاجأ بوجود بطولة خليجية العام الماضي في بحيرة دومة الجندل لم يعلم عنها إلا حين وصوله للمنطقة، كذلك مهرجان الزيتون ورغم أن الجوف أكبر مصدر للزيتون بالشرق الأوسط الا أنه لم يسمع به إلا هنا، مع أن هنالك مهرجانات خارج الجوف أصغر ومع ذلك يعلم عنها القاصي والداني. وهنا استرجعت ما كنا نقوم به كإعلاميين فقد طرحنا الكثير من القضايا وفي شتى المجالات ومن بينها ما تطرق إليه سموه وما يميز الجوف كالآثار والمهرجانات وحلوى الجوف وزيتونها وبحيرتها وعسلها وسمح بسيطاء ومشاريع طبرجل الزراعية وملح القريات ومياهها الجوفية واحتوائها على أكبر منفذ بري بالشرق الأوسط بالحديثة، وإنشاؤنا لصحف إلكترونية بجهود فردية بدأت صغيرة حتى نمت وانتشرت وأيضاً انتقادنا لجوانب القصور في العديد من المجالات منها ما يخصنا بالقريات كتعثر المشاريع وبحيرة الصرف الصحي والبنية التحتية وقلة الرحلات الجوية ونقص الكوادر الصحية وغياب التخصصات الطبية، وبطء التطور مقارنة بسنوات سابقة كانت عجلة التنمية أسرع. أيعقل أن يكون صوت الجوف فقط في الجوف؟! وليس هنالك صوت يسمع خارج حدودها ليجعلها تلحق بركب التطور أسوة ً ببقية بقاع الوطن.! هل هذا من الخلل والضعف الذي ذكره سموه؟ فقد رمى الكرة في ملعبنا بقوله «انتم مطالبون بأن تبرزوا منطقة الجوف وأنا مطالب بأن أعينكم وأعاونكم». فوائد هذا اللقاء كثيرة وأهمها دعوة الإعلاميين للتغير وتطوير واقع الاعلام ونقد ما يستحق النقد وفق حدود الدين ثم الاحترام والعادات لا سيما بأنه من قال «أعمل تحت قيادة سمو أمير المنطقة ولن يثنيني شيء عن خدمتكم ومكتبي مفتوح والصدر وسيع».