تحدثت في مقالٍ سابق بجريدة المدينة بعنوان «التطوع خُلق العظماء والنبلاء» بتاريخ 25/9/1438 عن تعزيز وتفعيل ثقافة التطوع بشكل دائم وتطوير العمل التطوعي في كافَّة المجتمعات والدُّول، وسأكمل في مقالي هذا عن العمل التطوعي وعلاقتهُ بالفطرة السَّليمة التي تدعو الإنسان دائمًا إلى تقديم الخير وتنحيّة الشَّر بشكل نهائي، فهو بحاجة إلى أن يكون ضمن مجتمع ومع مجموعةٍ من الأشخاص سواءً في منزلهِ أو مكان دراستهِ أو عملهِ، لذا تُعتبر الأعمال التطوعِّية من أحد أهم المصادر المُهمَّة للخير، لذا يُعدُّ العمل التطوعي ظاهرة إيجابيِّة وسلوك حضاري يُساهم في تعزيز قيم التعاون، فهو إرادة داخلية وغلبة سُلطة الخير على جانب الشر، وكلما زادَ عدد العناصر الإيجابِّية والبنَّاءة في مجتمعٍ ما أدى ذلك إلى تطورهِ ونموهِ، فكان لِزامًا التعريف بالإنجازات الخاصة في الحملات التطوعية والترويج لها بصورة تدفع الشباب صاحب القوة والإبداع بالانتماء إلى هذه الحملات، والحرص على توفير الفُرص المتكافئة بين المتطوعين، ونشر ثقافة التطوع بين النَّاس من خلال الجامعات والمدارس، لذا لابد من حُسن اختيار الأفراد المتطوعين بما يتناسبون مع أشكال الأعمال والأنشطة التطوعية فمنها التطوع الافتراضي أو الإلكتروني عن بعد عن طريق شبكة الإنترنت، ومنها التطوع الشامل على مدار الساعة «سبعة أيام في الأسبوع» والتطوع القصير الأجل لأوقات قصيرة ومحددة، والتطوع في مُنظَّمات خدمة المجتمع «المنظمات غير الربحّية». * وقفة: شِعارنا للنهوض بالعمل التطوعي في بلادنُا قولهِ تعالى «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ».