* أكتب قبل معرفة ردّ الحكومة القطرية على مطالب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)؛ ولكن يبدو لي من لغة الخطاب القطري المتشَنِّجَة والعِدائية، ومحاولاته التسويق لفكرة المظلومية، وأن (قطر) تتعرض لمؤامرة وحصار جائر ينتهك سيادتها؛ تلك اللغة تؤكد أن (الدوحة) قد اختارت استكمال مسيرة التعَنّت وطريق الظّلام، ومواصلة السياسات الداعمة لكل ما من شأنه تهديد أمن المنطقة، وكذا البعد عن أحضان أشقائها، والارتماء بين فَكّي (إيران وتركيا)، تحت تأثير ومشورة قيادات بعض الجماعات الإرهابية! * (حكام قطر) الذين كانوا يَتبَنّون في سياساتهم وإعلامهم الشيء ونقيضه، والذين كان منهجهم مع جماعات الإرهاب القول الأبيض المحارب لها، والفِعْل الأسود الداعم لها يخضعون (الآن) لتخدير لُوْبِيّات إعلامية عالمية دعموها فيما سبق بمليارات الدولارات؛ وهي اليوم تردّ الجميل بالدفاع عنهم والإساءة لغيرهم بحكايات مكذوبة، وقد انضم لركبها منظمات حقوقية ومؤسسات اقتصادية تسعى بتقارير متوالية خادعة للتأكيد على سلامة الموقف القطري، ومتانة اقتصاده (رغم حقيقية معاناته) جراء المقاطعة! * (تميم وحكومته) الذين غرّتهم ردود أفعال دول انتهازية، أعلنت التأييد، ووضعت نفسها في قَلب الأزمة؛ لا حبّاً في (قطر) بل استغلالاً لها بحثاً عن مصالحها، وسعياً لكيد أعدائها، وهو ما فعلته تمامًا (إيران) التي جعلت من (التّعَنّت القطري) حصان طروادة الذي تركبه لِتَنفث المزيد من سمومها الطائفية والتوسعية في الخليج العربي، ولاسيما في عِدائها المعلن لبلاد الحرمين المملكة العربية السعودية! * تلك الحقائق يجب أن يدركها (تميم وفريقه، ومَن يدعمه) قبل فَوات الأوان، وقبل أن يكتووا جميعًا بنيران هم مَن أوقدها ويزيد من اشتعالها، فعليهم أن يَعُوا أن مَن يقاطعهم أكبر دولتين عربيتين، إحداهما تعتبر المنفذ البري الوحيد لدولتهم، فحاجة (قطر) لتلك الدول أكبر بكثير ومراحل من حاجة تلك الدول لها! وأن طول فترة المقاطعة، ومضاعفتها بإجراءات أخرى متوقعة ستلحق بها أضرارًا كبيرة، أما الاتكاء على الدعم والمَعَونات التي تقدمها الطموحات (الإيرانية والتركية) فهما حَلّق يبقى محدودًا ومحاصراً ب(القاعدة العسكرية الأمريكية) في (العِيديد)! * تلك المعطيات والتهديدات تنادي (تميم ورفاقه) للعودة إلى جادة الصَّواب، ومَدّ اليد للأشقاء الذين تبرزوا مواقفهم الصادقة عند الشدائد؛ وحَرب تحرير الكويت، والدفاع عن البحرين أمام أطماع إيران خير شاهِد!