استثمار الشباب أكبر داعم لاقتصاد أي دولة، لأن في طاقاتهم وطموحهم نحو الأفضل وقود الانطلاق، الذي لا يحتاج لأكثر من توفير البيئة المناسبة لبدء مرحلة البناء والاكتفاء، بسواعد الوطن، التي تبني للوطن، ولمستقبل أبنائه. تلك السواعد التي تعطي بسخاء وتبني بأمانة، مُسخّرة طاقاتها لتنمية اقتصاد الوطن، تعلم أن ما تزرعه اليوم سيجنيه أبناؤها غدا، لذا سنجد بُنى تحتية قوية وعلامات تَقدُّم واضحة ومشرقة مستقبلًا بإذن الله، وعلى الأقل لن تعمل لمجرد كسب العيش، ولكن لتدفع بالوطن نحو الأفضل، ليكون في مصاف الدول الأولى وبجدارة. وبالتأكيد فإن تسخير طاقاتهم لن يكون فقط من خلف المكاتب والإدارات، وإنما بتوظيفها بالشكل الذي يُحقِّق هذا التسخير على الوجه المطلوب، فالاقتصادات تعتمد على السوق، ولا شيء غير السوق سيرفع منه. ولذا فإن دخولهم ذلك السوق والمنافسة بجدية وخوضهم تجربته باحترافية ومهنية، من خلال دعمهم ماديًا، وبالتدريب وتقديم الاستشارات التجارية والاقتصادية، هو لبنة البداية الحقيقية نحو الأفضل. ما قامت به الغرفة التجارية بالمدينةالمنورة ممثلة بلجنة شباب الأعمال وبالتعاون مع الجمعية التعاونية من توفير حاضنة أعمال لشباب وشابات المدينة من خلال برنامج فوانيس الممشى وسلطانة، مثال متميز لذلك الدعم. فتلك الجهات كان لها نظرة بعيدة وإيجابية لم تكتفِ فقط بتنظيم فعالية تسويق مؤقتة، وإنما نظرت لأبعد من ذلك عندما أعلنت عن قروض مُيسَّرة ومعتمدة من بنك التنمية الاجتماعية -وبدون فوائد- لدعم الشباب، لبدء مشروعاتهم الصغيرة والمتناهية الصغر، مع تقديم الاستشارات الاقتصادية لهم. فكرة رائدة كهذه تحتاج للدعم المستمر من الجميع لتكون جذوة وقدوة يحتذي بها الآخرون في دعم الوطن وشبابه، ودفع عجلة الاقتصاد والتنمية بقوة وثبات نحو مستقبل واعد للأجيال القادمة.