تستند السعودية في توجهاتها الصناعية إلى توجيه جزء من استراتيجيتها نحو تصنيع قطع الغيار، وهي جزء من صناعة سبك المعادن وصناعة الإلكترونيات، وتعتمد هذه الصناعة على الاستجابة للطلب الموجود حاليا، ولمختلف القطاعات الصناعية، ولاشك أنها خطوة جيدة لدفع صناعة تجميع المنتجات الصناعية. والسعودية من خلال صناعة التكييف لها تجربة ناجحة في هذا المجال، ونتيجة لعدم وجود ماركة مسيطرة ومؤثرة على الطلب، وكان يرتبط بهذه الصناعة من زاوية التقنية «صناعة الثلاجات»، والتي استطاعت أن تعطي مساحة جيدة لنمو صناعات تجميعية نابعة من تصنيع الكومبرسير الخاص بها. ولاشك أن توجُّه وزارة الدفاع لتنمية وتطوير صناعة قطع الغيار سيكون له تأثير إيجابي في صناعات ثقيلة نحن في أمسِّ الحاجة لها، فكثير من الأجزاء الإلكترونية الخاصة بمختلف الأجهزة تُمثِّل هدفا استراتيجيا وصناعة جيدة لجذب خريجي كليات الحاسب الآلي وهندسة الحاسبات في بلادنا، ويمكن لخريجي هذه الكليات الدخول في مجال الصناعة والتي نحتاج وجودها، وتمثل صناعة نظيفة وجاذبة وذات عوائد جيدة، ولا تستلزم استثمارات رأسمالية ضخمة، ولكن تعتمد على عمالة ماهرة عالية التدريب والمعرفة. والإنتاجية والقيمة المُضافة فيها مرتفعة. حبَّذا لو يتم التركيز وخاصة من هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة لدعم خريجي الكليات الخاصة بالحاسب وهندسته للدخول في إنتاج الألواح الإلكترونية لمختلف الصناعات، والتي تعتبر جزءا مهما منها لتكون القيمة المُضافة مرتفعة ومؤثرة، وتطوير قطاع هام محوري يدعم الصناعة التجميعية مستقبلا وبكل سهولة، كونها صناعات في مؤخرة الحلقة التصنيعية down stream industry الوضع الذي سيكون له دور إيجابي في دعم الاستراتيجية الصناعية وخاصة استراتيجية 2030 المستهدفة. ونجاح هذه الصناعة لاشك يعتمد على مشتريات الوزارة، خاصة وأن ضمان الجودة والمصداقية يمكن اختباره قبل استخدام المنتج. ولاشك أن هذا المجال يدعم تطور وحرفية الصناعة في بلادنا، وتتواءم مع صناعات أخرى لدعم وتطوير الهدف الأساسي. فباب التسويق مفتوح ومتوفر، لأنه يَصْب في مصلحة أكبر مستهلك للمنتج، علاوةً على قطاعات أخرى رديفة، تتمثل في أجهزة استهلاكية. ولا شك أن تدعيم هذا الاتجاه سيُطوِّر هذه الصناعة ومساهمتها في تطوير وتحسين استخدام وتصدير هذه المنتجات للأسواق العالمية والمحيطة بِنَا.