كلما أستمع الى كلمة كيد أو مكر يتبادر الى ذهني كيد النساء وكيف يضرب به المثل ،ولكن دعونا نعرف معنى الكيد أولاً، الكيد: القيامُ بشيءٍ يوجِبُ الغيظ، وقيل الكيد: إيقاعُ الضرّ بالغير بشيْء من التّدبير، وهو شبيهٌ بالمُحارَبة. والكيد عندما يكون من الله سبحانه وتعالى، يأتي بمعنى الاستدراج، أي أنّ الله عزَّ وجلَّ يستدرج الكفّار دون علمِهم شيئاً فشيئاً، بحيث يخفى الأمر عليهم، والكيد هو الناحية التنفيذية من المكر، سواءٌ كانت خيراً أمْ شرّاً ، مثال: سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما حطّم الأصنام قام بعملٍ صالح ، قال لقومه: ( وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا )، أما قوله تعالى ( إنّ كيدكنّ عظيم ) التي جاء ذكرها في سورة يوسف، فهذا مديح للنساء أنهنّ يقمْن بتنفيذ الأمور بدقة ودهاء قد يفوق كيد الرجال، وكلمة كيْد ليستْ سيّئة، والسبب أنّ الله سبحانه وتعالى ذاته عنده كيد فلقد قال:(إنّ كيدي متين). نعود الى كيد النساء الذي أتقنته وتفننت فيه حتى يومنا هذا بشتى الصور التي لامسناها ونسمع عنها وقد يكون اختصاص كيد النساء نابعا من الحب أو البغض أو للوصول اليهما من خلال المقاصد المشروعة أو غير المشروعة لكي تصل الى أهدافها ولكن يظل كيد الشيطان أعظم من كيد النساء لأن كيده غلب النساء والرجال بالوسوسة التي تجري مجرى الدم، بينما كيد النساء ظاهر في تصرفات المرأة وأعمالها ،لذا لا وجه للمقارنة بين الكيدين. ولكن يظل كيد النساء مصيدة لعمائم الرجال منذ الأزل وحتى قيام الساعة ويجب على كل رجل أن يكون في غاية الحذر في التعامل مع النساء مهما كان يظن أنه يملك من فطنة ودهاء فإنه مغلوب مغلوب ،والقصص التي تحكي عن هذا الكيد تملأ القرآن والتاريخ والكتب وتتواجد في جميع المجتمعات مهما وصلت اليه المرأة من الثقافة والعلم والتطور تظل المرأة هي المرأة، فلذلك لا تحاول أن تتنافس معها في هذا واستسلم لها باكتساب قلبها وحبها تنعم بها وتسلم من كيدها في دنيتك وتلاقها في آخرتك.